فإن قيل: يحتمل أن يكون أراد بالدنو منه ليقربه من عفوه ورحمته وصفحه حتى يصير كهيئة المماس في المثل، على الوجه الذي لا يكون بينه وبين ما يماسه حائل.
قيل: لا يصح حمله على العَفو والرحمة، لأن عفوه ورحمته سبقت له في الدنيا قبل أن يدنيه منه بقوله تعالى {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ}[ص: ٤٠] فوجب حمله على ما يفيد.
"حديث آخر في هذا المعنى فيه زيادة":
١٩٦ - أناه أبو محمد الحسن بن محمد نا يوسف بن عمر القواس قال محمد ابن عثمان بن البسري التمار قال مخول المستملي قال نا محمد بن منصور الطوسي قال نا يونس بن محمد المؤدب قال نا سعيد بن زربي عن الحسن قال: أوحى الله إلى داود ارفع رأسك فقد غفرت لك، فقال: يا رب كيف تغفر لي وقد صنعت ما صنعت؟ قال: ارفع رأسك فقد غفرت لك ومحوت خطيئتك بإبهام يميني (١).
وهذه الزيادة تقتضي إثبات الإبهام، وذلك غير ممتنع كما لم يمتنع إثبات الأصابع.