قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ثابت هو الزرقي ثقة، وقد حسَّن الحديث النووي في الأذكار (ص ١٦٢) فقصّر. وتابع الأوزاعي معمرًا، رواه أحمد (٢/ ٤٠٩) والنسائي في عمل "اليوم والليلة" (٩٣٢) وابن ماجه (٢/ ١٢٢٨) وابن حبان (٧/ ٤٩٣). وتابعه يونس، أخرجه أحمد (٢/ ٥١٨)، وزيادة بن سعد الخراساني، أخرجه النسائي في "عمل اليوم" (٩٣١). (٢) قال النووي في الأذكار (ص ١٦٢): "من روح الله" هو بفتح الراء، قال العلماء: أي من رحمة الله بعباده. ونقل البيهقي في "الأسماء" (ص ٤٦٣) عن أبي منصور الأزهري قال: قوله -صلى الله عليه وسلم- "الريح من نفس الرحمن" أي: من تنفيس الله تعالى بها عن المكروبين. قلت: وقال ابن قتيبة في "الاختلاف في اللفظ" (ص ٢٩) في قوله تعالى {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: ٢٢]، أي: برحمة، وكذا قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} أي: فرحمة ورزق، على قراءة من قرأها بالضم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ - كما في مجموع الفتاوى (٩/ ٢٩٠ - ٢٩١): وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الريح من روح الله" أي من الروح التي خلقها الله، فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك، لا إضافة وصف، إذ ما يضاف إلى الله إن كان عينًا قائمةً بنفسها فهو ملك له، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به فهو صفة لله. فالأول كقوله {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} وقوله {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} وهو جبريل {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} وقال {وَمَرْيَمَ =