للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ} [الرحمن: ٣٧] بمعنى انفرجت، وهو البياض الذي في وسط السماء لنزول من فيها، يعني الرَّب والملائكة (١).

فإن قيل: المراد بقوله "ينزل الله تبارك وتعالى" معناه ينزل من أفعاله التي هي ترغيب لأهل الخير، وإقباله على أهل الأرض بالرحمة والاستعطاف، بالتذكير والتنبيه، الذي يُلقى في قلوب أهل الخير، حتى يستغفروه (٢).

قيل: هذا غلطٌ، لوجوه أحدها: أنه لم يكن غير مقبل فأقبل عليهم، بل كان مقبلًا قبل ذلك، يُبين صحة هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "ولا يزالُ اللهُ مُقْبلًا على


= من علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان يشبه الرب بالمخلوقات، وكان يكذب في التفسير.
وقال الذهبي: أجمعوا على تركه.
وقال الحافظ في التقريب: كذبوه وهجروه، ورمي بالتجسيم.
مات سنة نيف وخمسين ومئة.
(الميزان (٤/ ١٧٣ - ١٧٥)، التهذيب (١٠/ ٢٧٩ - ٢٨٥)، السير (٧/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(١) قال ابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٨٢): وقوله {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} يقول تعالى ذكره: فإن انشقت السماء وتفطرت - وذلك يوم القيامة فكان لونها لون البرذون الورد الأحمر. اهـ وقال ابن كثير (٤/ ٢٧٥): أي تذوب كما يذوب الدردري. والفضة في السبك، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء، وذلك من شدة الأمر وهول يوم القيامة.
(٢) انظر "مشكل الحديث" لابن فورك (ص ٧٤ - ٧٥).
وكذا تأوله أبو سليمان الخطابي -كما في "الأسماء" للبيهقي (ص ٤٥٣) - ولم أجده في المطبوع من معالم السنن (٤/ ٣٣١ - ٣٣٢) في الكلام على حديث النزول.
وذكر هذا التأويل النووي في شرحه (٦/ ٣٧).
وأنكر الحافظ ابن حجر على من حمل الخبر على ظاهره فقال: وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته، وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم؟! وذكر تأويل ابن العربي للحديث، ثم قال: والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو المَلَك بأمره؟؟ وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه؟! (انظر الفتح) (٣/ ٣٠ - ٣١).
وهذه كلها تأويلات باطلة، والسلف أثبتوا نزولا حقيقًا يليق الله سبحانه، من غير تمثيل أو تأويل.

<<  <   >  >>