للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العلماء من الميثاق على ترك كتمان العلم، لقد كان التشاغل بغير ذلك أولى. اهـ

إلا أنه يعاب على المصنف إيراده للأحاديث الواهية بل الموضوعة في كتابه هذا -مع أنه ذكرها بالإسناد-، والإطناب في شرحها وبيان غريبها.

وقد أشار إلى هذا -أي وجود بعض الأحاديث الموضوعة- شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "درء تعارض العقل والنقل" (٥/ ٢٣٧ - ٢٣٩) فقال: وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في "إبطال التأويل" ردًّا لكتاب ابن فُورك، وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانًا ليلة المعراج ونحوه، وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة، كحديث قعود الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة، وهي كلها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقونه بالقبول.

ولهذا وغيره تكلم رزق الله التميمي (١) وغيره من أصحاب أحمد في تصنيف القاضي أبي يعلى لهذا الكتاب بكلام غليظ، وشنَّع عليه أعداؤه بأشياء هو منها برئ، كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب.

وما نقله عنه أبو بكر بن العربي في العواصم كذبٌ عليه عن مجهول لم يذكره أبو بكر، وهو من الكذب عليه (٢)، مع أن هؤلاء وإن كانوا نقلوا عنه


(١) هو أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، المتوفى سنة ٤٤٨ هـ، أشهر التميميين من أصحاب أحمد (طبقات الحنابلة) (٢٥٠٢ - ٢٥١) الذيل لابن رجب (١/ ٧٧ - ٨٥).
(٢) يقول أبو بكر بن العربي في كتابه العواصم (٢/ ٢٨٣): وأخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء، رئيس الحنابلة ببغداد كان يقول، إذا ذكر الله تعالى وما ورد من هذه الظواهر في صفاته، يقول: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة!! وانظر (٢/ ٣٠٦).

<<  <   >  >>