للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ذلك فهو الذي يضاد وجوده، وذلك لا يصح إلا في العَرَضين المُتَضادين المتعاقبين، ولا يصح أنْ يكون الجسم منها ولا مانعًا من عرض أصلًا لأنه لا يصح أنْ يكون بين العَرَضين والجسم تنافٍ وتضاد (١).

قيل: هذا لا يمنع من إطلاق اسم الحجاب على القديم سبحانه، كما لا يمنع من إطلاقه على غيره، وإن كان هذا المعنى الذي ذكروه موجودًا فيه.

٢٧٦ - وقد روى في معنى هذا حديث أبي القسم بن بشران بإسناده: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ وَلَّاهُ الله مِنْ أمرِ النَّاسِ شيئًا، فاحْتَجَب عن حَاجتِهم وخَلَّتهم وَفَاقِتهم، احتَجَب الله يومَ القيامةِ عن حاجَتِهِ وَفاقتِه" (٢).


(١) انظر "مشكل الحديث" لابن فورك (ص ١٢٤ - ١٢٥). وكذا تأوله الحافظ في الفتح (١/ ٤٠٥) على أنَّه يحتجب بأمر معنوي يتعلق بقدرته!
(٢) حديث صحيح، أخرجه أبو داود (٣/ ٢٩٤٨) والترمذي (٣/ ٦١١) -ولم يسق لفظه- وحميد بن زنجويه في "الأموال" (١/ ٦٤) والحاكم (٤/ ٩٣ - ٩٤) والبيهقي (١٠/ ١٠١ - ١٠٢) وعلَّقه البغوي (١٠/ ٧٠ - ٧١) عن يزيد بن أبي مريم أن القاسم بن مخيمرة أخبره أنَّ أبا مريم الأزدي قال: دخلت على معاوية فقال: ما أنعَمَنا بك أبا فلان؟ وهي كلمة تقولها العرب، فقلت: حديثًا سمعتُه أخبرك به، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فذكره، قال: فجعل (أي معاوية) رجلًا على حوائج الناس.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده شامي صحيح ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، أبو مريم الأزدي صحابي، اختلف في اسمه، ذكره الحافظ في الإصابة (٤/ ١٧٩) وذكر حديثه هذا، والقاسم بن مخيمرة ثقة فاضل، ويزيد بن أبي ممريم وثَّقه ابن معين ودحيم وأبو حاتم وقال أبو زرعة: لا بأس به.
* وله طريق أخرى:
أخرجها أحمد (٤/ ٢٣١) والترمذي (٣/ ٦١٠) والحاكم (٤/ ٩٤) عن علي بن الحكم حدثني أبو الحسن قال عمرو بن مُرَّة لمعاوية: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة، والخلة والمسكنه، إلا أغلق الله اْبواب السماء، دون خلَّته وحاجته ومسكنته" فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس. =

<<  <   >  >>