للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنكر ابن فُورك هذه المقالة وقال: هي مُحدثة لأنَّ مِنَ النَّاس مَن مُنعَ الرؤية، وقال لا يراه مُؤمنٌ ولا كافر، وهم المعتزلة، ومنهم من قال يَرَاه المؤمنون دون الكافرين، ومنهم من قال -وهو ابن سالم (١) - يراه جميع الكفار وكان مذهبًا (٢) مرغوبًا عنه مُبدعًا فيه عند علماء العراق والحجاز.

وقد احتج ابن خزيمة لقوله بما تقدمت من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يجْمَعُ الله النَّاس فيقول من كانَ يعبد شيئًا فَلْيتَّبعه، فيتبع من كان يعبد القمر، ومن كان يعبدُ الشَّمس، ومن كان يعبدُ الطَّواغِيت، وتبقى هذه الأُمة فيها مِنَافِقُوها فيَأتيهم الله عزَّ وجلَّ في غير الصُّورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون نَعُوذُ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتي ربُّنا، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه".

والجواب: أنَّه ليس في هذا ما يدلُّ على الرؤية، وإنَّما فيه أنَّه يخاطِبهُم وقد يجوز أنْ يُخاطِب الخلق من غير أنْ يروه.

* * *


= لقاء العبد موجود في لقائه سائر المخلوقات، فهذا تعطيل النص، وإما أن يقال: بل هو لاق لبعضها، فيتناقض قول الجهمي ويَبطل.
قال: ودلائل بطلان هذا القول لا تكاد تحصى. أن من مجموع الفتاوى (٦/ ٤٦١ - ٤٧٥) باختصار.
وقد حكى ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص ٢٥١) في "وعيد مُنكري الرؤية" إجماع أهل اللغة على أنَّ "اللقاء": المعاينة بالأبصار.
أما ابن حزم فقد قال إنَّ الكفار يرون الله تعالى في الآخرة بقلوبهم! انظر الفصل (٣/ ٤). وانظر شرح الطحاوية (٢١٣).
(١) كذا في الأصل، وفي مطبوعة "مشكل الحديث" ص (١٨٧): ابن سلم البصري.
ولم أعرفه، ووهم القلعجي في تعليقه على "مشكل الحديث" فجعله سلم العلوي!! وترجم له مع أنه أثبته ابن سلم!! فلا أدري على أي شيءٍ اعتمد في قوله هذا؟!
(٢) في المطبوعة من "مشكل الحديث": وكان مذهبه مزهودًا فيه عند العلماء، مرغوبًا عنه مبتدعًا فيه عند علماء العراق والحجاز.

<<  <   >  >>