للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إعلم أنَّه غيرُ مُمتنعٍ حَملُ الخبر على ظاهِرِه، وأنَّ الإِصْبَعَ صفةٌ ترجع إلى الذات، وأنَّه تجوز الإشارة فيها بيده.

٣٠٦ - نص عليه أحمد في رواية أبي طالب: سئل أبو عبد الله عن حديث الحَبر "يضع السَّماوات على إصْبَع، والأرضين على إصْبَع، والجبالَ على إصْبع" يقول إلا شَارَ بيده هكذا، أي يشير، فقال أبو عبد الله: رأيت يحيى يحدث بهذا الحديث ويضع إصْبعًا إصْبعًا، ووضع أبو عبد الله الإبهام على إصْبَعه الرابعة، من أسْفل إلى فوق على رأسِ كل إصْبَع (١). فقد نصَّ على ذلك.

٣٠٧ - وذكر هبة بن منصور الطبري (٢) في كتاب "السُّنَّة" فقال: سمعت أبا محمد الحسن بن عثمان بن جابر قال سمعت أبا نصر أحمد بن يعقوب بن زاذان قال: بَلَغني أنَّ أحمد بن حنبل قَرَأَ عليه رجلٌ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ


(١) ذكره عبد الله في "السنة" (٤٨٩) عن أبيه.
ورواه أبو بكر الخلال في كتاب "السُّنة" عن أبي بكر المروذي عن أحمد، كما في الفتح (١٣/ ٣٩٧) وقال: رأيت أبا عبد الله يشير بإصبع إصبع.
(٢) هو الإمام الحافظ المجوِّد المفتي أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطَّبريُّ الرازي الشافعي اللالكائي، مفيدُ بغداد في وقته.
سمع عيسى بن علي الوزير وأبا طاهر المخلِّص وعِدَّة، وروى عنه: أبو بكر الخطيب وابنه محمد بن هبة الله وعدة.
قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ وصنف كتابًا في "السُّنَّة" وعاجلته المنية، خرج إلى الدِّينور فأدركه أجله بها في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مئة.
قلت: وكتابه في السنة هو المطبوع باسم: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" بتحقيق د. أحمد سعد حمدان، نشر دار طيبة - الرياض مفيد جدا.
ترجمته في (تاريخ بغداد) (١٤/ ٧٠ - ٧١) السير (١٧/ ٤١٩ - ٤٢٠) شذرات الذهب (٣/ ٢١١).

<<  <   >  >>