للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٠ - وفي معنى ذلك: ما روى أبو موسى قال: كُنَّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أيُّها النَّاسُ إنَّكم لا تَدْعُون أصْمَّا (١) ولا غَائبًا، إنَّكم تَدْعونَ سَميعًا بصيرًا" (٢).

فنفى النَّقْصَ عنه، وأثبت السمع والبصر.

٣٢١ - وكذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: "تبارَك الذي وَسِعَ سَمْعه كلِّ شيء" (٣).


(١) كُتب في هامش الأصل: لفظة "إنكم" ساقطة من الأصل، وقوله: "أصمًا" كذا في الأصل. قلت: قال الحافظ في الفتح (١/ ١٨٨): ووقع في بعض النسخ "أصمًا" وكأنه لمناسبة "غائبًا" وقوله: "بصيرًا" ووقع في تلك الرواية "قريبًا" اهـ.
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ١٣٥) (٧/ ٤٧٠) (١١/ ١٨٧، ٢١٣ - ٢١٤، ٥٠٠) (١٣/ ٣٧٢) ومسلم في الذكر والدعاء (٤/ ٢٠٧٦ - ٢٠٧٨) من طرقٍ عن أبي عثمان النَّهدي عن أبي موسى الأشعري قال: كنَّا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فجعل الناسُ يجهرون بالتكبير فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس أرْبَعُوا على أنفسِكم، إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم". قال: وأنا خلفه، وأنا أقول: لا حولَ ولا قوة إلا بالله، فمَال: "يا عبد الله بن قيس! ألا أَدُلُّكَ على كَنزٍ من كنوز الجنَّة؟ " فقلت: بلى يا رسول الله، قال: "قُل: لا حَولَ ولا قوة إلا بالله" لفظ مسلم.
(٣) صحيح، أخرجه الإمام أحمد (٦/ ٤٦) والبخاري تعليقًا (١٣/ ٣٧٢) والنسائي (٦/ ١٦٨) وابن ماجه (١٨٨، ٢٠٦٣) وابن أبي عاصم (٦٢٥) وابن جرير (٢٨/ ٥) والآجري في الشريعة (ص ٢٩١) والحاكم (٢/ ٤٨١) والبيهقي في "الأسماء" (ص ١٧٧) واللالكائي (٣/ ٤١٠) عن طرق عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت: الحمدُ لله الذي وَسِعَ سمعه الأصوات: لقد جاءت المُجادِلةُ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تُكلِّمه في ناحية البيت وما أسمع ما تقول، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: ١]. ولفظ المصنف هي رواية ابن ماجه والحاكم والآجري: "تباركَ الذي وَسِعَ سمعُه كلُّ شيء".
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ في الفتح (١٣/ ٣٧٤): وهذا أصح ما ورد في قصة المجادلة.
قال ابن خزيمة في التوحيد (ص ٤٥) بعد أن ذكر معنى الخبر: "فكذلك خَبَّر المؤمنين أنه سَمِعَ قول المجادلة، وتحاورَ النبي -صلى الله عليه وسلم- والمجادلة، وخَبَّرت الصدِّيقةُ بنتُ الصِّديق -رضي الله عنهما- =

<<  <   >  >>