ثم ذكر حديث أبي هريرة الذي ساقه المصنف في الفصل قبل السابق (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات) وحديث الدَّجَّال. (١) لم أجده في المطبوع، وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢١) والبيهقي في "الأسماء" (ص ٣١٣) م عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} قال: بعين الله تبارك وتعالى. وسنده في ضعف، من أجل عطاء بن أبي مسلم الخراساني. وعزاه السيوطي في "الدر" (٤/ ٤١٨) إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ، وفيه قال: بعين الله ووحيه. وقد فسَّر ابن جرير الآية كذلك فقال: "وقوله {بِأَعْيُنِنَا} يقول: بعين الله ووحيه كما يأمرك" ولم يذكر غيره. وليس تفسير من فسَّر الآية {بِأَعْيُنِنَا} بمرأى منَّا، وبحفظنا وكلاءتنا بغلط، بل هو تفسير صحيح، فقد فسَّره كذلك البغوي في تفسيره (٣/ ٢٢٩ - ٢٣٠) نقلًا عن ابن عباس وابن كثير (٢/ ٤٤٤)، ولا يخالف ذلك القول بأن الله تعالى "عينًا" فهذه الآية والآيات السابقة نصٌ في إثباتها، إذْ لو لم تكن لله عين لَمَا وصف نفسه بذلك، وقد صرَّح لنبيه -عليه السلام- أنه يحفظه بعينه. وللدارمي -رحمه الله- في "النقض" كلامٌ جيد هنا، فقال في (ص ١٩٠ - ١٩١): "فيقال لهذا المعارض: أما ما ادعيت أن قومًا يزعمون أن لله عينًا، فإنَّا نقوله، لأنَّ الله تعالى قاله، ورسوله قاله، وأما جارح كجارح العين من الإِنسان على التركيب، فهذا كذبٌ ادَّعيته علينا عمدًا! لما أنك تعلم أن أحدًا لا يقوله، غير أنك لا تألُوا ما شَنَّعت؛ ليكون أنجع لضلالك في قلوب الجهال، =