للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣١ - وفي حديث آخر: رواه أبو ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَزَالُ الله جلَّ اسْمُهُ مُقبِلًا على العَبْدِ ما لم يَلْتَفِتْ، فإذا التَفَتَ انصرفَ عنه".

وفي لفظ آخرٍ قال: "إذا لينصرف (١) وجهه عنه".

وفي لفظ آخر قال: "إذا التَفَتَ أَعْرَضَ عنه" (٢).

اعلم أنَّ الكلام في فصلين:

أحدهما: قوله: "إن الله قبل وجهه ومواجهه".

والثاني: في الإعْرَاض.

أما الأول فغير ممتنعٍ حَمْلُه على ظاهره، إذْ ليس في ذلك ما يُحيل صفاته، لأنَّ ذلك لا يوجب الجهة في حَقِّه، كما لم يُوجب الجهة في القول بجواز رؤيته في الآخرة، وإنْ كُنَّا نعلم في الشاهد أنَّ المَرْئِي لا يكون إلا في جهة كذلك ها هنا، وفي هذا إسقاطٌ لقولهم أنَّ وَصفه بذلك يُفضي على الجِهَةِ والمحاذاة والمقابلة، لأنَّه لا يُفضي إلى ذلك، كما لم يُفض هذا القول إلى القو بجواز رؤيته، وفي القول بالإِستِواء على العرش (٣).


= وأخرجه أحمد (٢/ ٦، ١٤١) والبخاري (٣/ ٨٤) ومسلم (١/ ٣٨٨) ولم يسق لفظه والدارمي في سننه (١/ ٣٢٤ - ٣٢٥) عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه.
وأخرجه البخاري (١٠/ ٥١٧) عن جُويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا ولفظه: "إنَّ أحدَكم إذا كان في الصلاة فإنَّ الله حِيَالَ وجههِ، فلا يتنخمنَّ حِيال وجهه في الصلاة". وأخرجه أحمد (٢/ ٢٩، ٥٣) ومسلم (١/ ٣٨٨) ولم يسق لفظه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به.
وأخرجه أحمد (٢/ ٩٩) عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به.
(١) كذا في الأصل! ولعله: "فإذا صرف وجهه انصرف عنه" وهي رواية أحمد.
(٢) سبق تخريجه والكلام عليه في (الجزء الأول/ ٢٦٣).
(٣) نفي الجهة من الألفاظ المحتملة التي تحتمل الحق والباطل، وقد سبق الكلام على ذلك في أول الكتاب. =

<<  <   >  >>