للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦١ - وفي حديث آخر: رواه بإسناده: عن ابن عمر قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لهذا العَبْد الصَّالح الذي تَحَرَّكَ له العَرش، وفُتِحَتْ له أبْوابُ السَّماوات، وَشِهدَهُ سَبْعُونَ ألفَ مِن الملائكة لم يَهْبطُوا إلى الأَرضِ قبل ذلك، ولقد ضُمَّ في قَبْرِهِ ثم أُفرِج له" يعني سَعْدًا رحمهُ اللهُ (١).

اعلم أن هذا الخبرَ ليس مما يرجع على شيء من الصفات لأنَّ "العَرْشَ" مُحْدَثٌ مَخلوقٌ، وغير ممتنعٍ أنْ يهتزَّ العرش على الحقيقة، ويتحركَ لموت سعد، لأنَّ العرش تجوز عليه الحركة، ويكون لذكره فائدة وهو: فضيلة سعد، أن العرش مع عِظَم قَدْره اهتزَّ له (٢).

وقد تأوَّل قوم على أن العرش ها هنا السَّرير الذي كان عليه سعد! وهذا غلط لوجهين، أحدهما: أن في الخبر "اهتزَّ عرشُ الرَّحْمن جَلَّ اسمه" وإضافةُ العرش إلى الله سبحانه، إنَّما يَنصرف إلى العرش الذي هو في السماء.

والثاني: أنَّه قَصد بهذا الخبر فضيلة سعد، ولا فَضيلة في تحرك سَريره واهتزازه، لأنَّ سرير غيره قد يتحرك ويهتز من تحته.


= وأبو عبد الله المذكور في الإسناد لم أعرفه، ولعل في المطبوعة شيء.
وفي تاريخ الخطيب (٩/ ٤٩) عن عبد الله بن علي بن المديني قال: قلت لأبي: حديث رواه الوليد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اهتزَّ العرش لموت سعد" فقال: هذا الحديث كذبٌ موضوع، رواه سليمان بن أحمد الواسطي وعمرو بن مالك.
(١) صحيح، أخرجه ابن سعد (٣/ ٤٣٠) والنسائي (٤/ ١٠٠ - ١٠١) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (١٠٩) والخطيب في تاريخه (٦/ ٢٥٠) من طريقين عن عبد الله بن إدريس أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به.
وسنده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
تنبيه: سقط من سند البيهقي في المطبوعة: عبيد الله بن عمر عن نافع!
(٢) اهتزاز العرش إنما هو لاستبشاره وسروره بقدوم رُوحه، يقال لكلِّ مَنْ فَرَح بقدوم قادمٍ عليه: اهتز له، وقد وقع التصريح بذلك في حديث ابن عمر: "اهتز العرش لحبِّ لقاء سعد".

<<  <   >  >>