للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قولهم ليست بقرآن، وإنَّما هي تِلاوة للقرآن، والتلاوة عندهم غير القرآن، فلا يصح هذا التأويل (١).

والثاني: أن قائلًا لو قال: ما تَقَرَّبَ إليَّ زَيدٌ بشيء أفضل من شيء خَرَجَ منه، وهو علمه، فإن ذلك يَرجع إلى أنْ يكون العِلم (٢) الخارج من زيد، كذلك ها هنا.

* * *


(١) "التلاوة" لفظ يُطلق على المصدر، الذي هو فعل التالي وكسبه الذي يكون بصوته وجوارحه، ومثله: اللفظ والقراءة.
وتطلق على المفعول الذي وقع عليه فعل التالي، وهو: المتلو، ومثله: الملفوظ والمقروء.
ولما كانت هذه الألفاظ تأتي بالمعنيين، فقد منع الأئمةُ أحمد وغيره من إطلاقها، فلا يقال: التلاوة مخلوقة ولا غير مخلوقة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ: وقد كان طائفة من أهل الحديث والمنتسبين إلى السُّنة تنازعوا في اللفظ بالقرآن هل يقال: إنه مخلوق؟
ولما حدث الكلام في ذلك أنكرت أئمة السنة كاحمد بن حنبل وغيره أن يقال: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق، وقالوا: من قال إنه مخلوق فهو جهمي، ومن قال إنه غير مخلوق فهو مبتدع.
وأما صوت العبد فلم يتنازعوا إنه مخلوق، فإن المبلِّغ لكلام غيره بلفظ صاحب الكلام إنما بلَّغ غيره، كما يقال: روى الحديث بلفظه، وإنما يُبلِّغُه بصوتِ نفسه لا بصوت صاحبِ الكلام. اهـ
انظر مجموع الفتاوى (١٢/ ٣٠٦) وما بعدها فإنه مهم.
(٢) في الأصل: العالم، ولعل الصواب ما أثبتاه.

<<  <   >  >>