للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت لهم: هذا الثواب (١).

فقد نصَّ أحمد على المعنى الذي ذكرنا.

وقد قال قَومٌ: إنَّ "الهاء" في قوله: "خَرَجَ منه" يعود على العبد، وخروجه منه وجودة مَتْلُوًّا على لسانه، مَحفوظًا في صدره، مكتوبًا بيده.

وهذا غلطٌ لوجهين:

أحَدهما: أنَّه وَصَفَ الخارج بأنَّه كلام الله، وهذه الصفة لا يصحُّ خروجها من غير الله تعالى، والذي يظهر من التَّالي هو التِّلاوات، والتِّلاوات على


= * ما أخرجه الطبراني في الأوسط - كما في المجمع (٧/ ١٢٧) - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سُورةٌ من القُرآن ما هي إلا ثلاثون آيةً، خَاصَمَت عن صاحبها حتى أَدْخلته الجنة، وهي سُورة تبَارك".
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وعزاه في "الدر" (٨/ ٢٣١) إلى: ابن مردويه والضياء في المختارة.
* وما أخرج عبد الرزاق (٣/ ٢٧٩ - ٣٨٠) ومن طريق الطبراني في الكبير (٩/ ١٣١/ ٨٦٥١) وابن الضريس (٢٣٢) عن الثوري عن عاصم بن أبي النَّجود عن زِر بن خبيش عن ابن مسعود قال: "يُؤتى الرجلُ في قبره فتُؤتى رجلاه فتقولان: ليس لكم على ما قبلنا سبيل، قد كان يَقرأ علينا سُورة الملك، ثم يُؤتى جوفه فيقول: ليس لكم علي سبيلٌ، كان قد أوعى فيَّ سورة الملك، ثم يُؤْتى رأسه فيقول: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ، كان يقرأ بي سورة الملك، قال عبد الله: وهي المانعةُ تمنع من عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب".
وإسناده حسن، من أجل ابن أبي النجود.
وقد تابع حمادٌ الثوري عند أبي الضريس (٢٣١).
ورواه عبد الرزاق والطبراني عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود بنحوه.
وللحديث شواهد أخرى تركناها اختصارًا.
(١) وكذا تأوله النووي (٦/ ٩٠) فقال: قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين.
ولعله نقله عن المازري.
فقد قال في "المعلم بفوائد مسلم" (١/ ٤٦٠): قال بعض أهل العلم يكون هذا الذي يُؤتى به يوم القيامة جزاء على قراءتهما، فأجرى اسمهما على ما كان من سببهما، كعادة العرب في الاستعارة.

<<  <   >  >>