والعبارة مجملة، ونحن نؤمن بأن القرآن نَزَل من عند الله تعالى، نزل به الروح الأمين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن القرآن من كلام الله تعالى، والتوراة من كلامه، والإِنجيل من كلامه، والقرآن غير التوراة والتوراة غير الإِنجيل، وانظر ذلك بتوسع في "مناظرة في القرآن العظيم" لابن قدامة المقدسي بتحقيقنا. (٢) إشارة إلى حديث النَّوَّاس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُؤتى بالقرآن يومَ القيامة وأهلِهِ الذين كانوا يعملون به، تَقْدُمه سورة البقرة وآلُ عمران" وضَرَب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةَ أمثالٍ ما نسيتُهنَّ بعد، قال: "كأنهما غَمَامتانِ أو ظُلَّتانِ سَوْدَاوان بينهما شَرْقٌ، أو كأنهما حِزْقَان من طيرٍ صَوافَّ من طيرٍ صَوافَّ تُحاجَّان عن صاحبهما". أخرجه مسلم (١/ ٥٥٤) ومعنى شَرْق: أي ضياء ونور، وحزقان وفرقان: واحد، أي قطيعان. وروى نحوه أبو أُمامة الباهلي، أخرجه مسلم أيضًا (١/ ٥٥٣). (٣) لعله يشير إلى ما أخرج أحمد (٢/ ٢٩٩، ٣٢١) وأبو داود (٢/ ١٤٠٠) والترمذي (٤/ ٢٨٩١) وابن ماجة (٣٧٨٦) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (٢٣٥، ٢٣٦) والفريابي في "فضائل القرآن (٣٣) والحاكم (١/ ٥٦٥) من طرق عن شعبة عن قتادة عن عباس الجُشمي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ سُورة من القُرآن ثلاثون آيةً شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفر له، وهي {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ". وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٢٣٠) إلى ابن مردويه والبيهقي في الشعب. قال الترمذي: حديث حسن. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وعباس الجشمي ذكره ابن حبان في الثقات. وللحديث شواهد يصح بها منها: =