وأما "القرآن": فقال أبو إسحاق النحوي: يُسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - كتابًا وقرآنًا وفرقانًا، ومعنى القرآن معنى الجمع، وسُمِّي قرآنًا لأنه يجمع السور فَيَضُمُّها، وقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧)} أي جمعه وقراءته (اللسان - قرأ). وانظر: "مباحث في علوم القرآن" لمناع القطان (ص ٢٠ - ٢١). (٢) قوله: " … والقديم لا يصح جمعه … إلخ" خلاف المشهور عند السلف والخلف أن الصحابة في عهد أبي بكر - رضي الله عنهم - جمعوا كتاب الله تعالى "القرآن" وهو كلام المنزَّل على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة جبريل عليه السَّلام، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - المنع من المسافرة بما كُتب وجمع من القرآن إلى أرض الأعداء، فقال: "لا تُسافروا بالقرآن إلى أرض العدو، مخافة أن تناله أيديهم" متفق عليه. وأما المداد والورق فإنهما مخلوقان، وقد ميَّز الله تعالى في كتابه بين الكلام والمداد فقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)}. فالقرآن متلوٌ بالألسن، محفوظ في الصدور، مكتوب في المصاحف، هذا قول أئمة السلف الموافق للكتاب والسنة. أما المعتزلة فقالوا: إن القرآن مخلوق من المخلوقات، ونفوا عن الله تعالى صفة الكلام، وجاء عبد الله بن سعيد بن كُلَّاب بقول محدث آخر، فقال: إن معنى القرآن كلام الله، =