كتاب إبطال التأويلات - ط غراس

[إثبات صفة "الحياء" لربنا جل شأنه] - [حديث آخر] - ص: 452

٣٨١ - وفي حديث آخر: رواه أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله ليَسْتَحي إذا رَفَعَ العبد إليه يَديه، أنْ يَرُدَّهما صفْرًا، ليس فيهما شيء" (١).

٣٨٢ - وفي حديث آخر: رواه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ربكم عَزَّ وجلَّ كَريم يَستحي إذا رَفَعَ العَبدُ يَدَيْه أنْ يَرُدَّهُما صفرًا لا خَيرَ يهما، فَلْيُعْطِ الله العَبدُ منْ نَفْسِهِ الجَهَد، وإذا حَزَبه أمْرٌ فليقل: حَسْبي الله وَنعْمَ الوكيل" (٢).

٣٨٣ - وفي حديث آخر: رواه أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأثره عن ربه عزَّ وجلّ: "إنِّي

---

(١) حسن لغيره، أخرجه الحاكم (١/ ٤٩٧ - ٤٩٨) عن بِشْر بن الوليد القاضي عن عامر بن يساف عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله رحيمٌ حَييٌ كريمٌ، يَستحيي من عبده أن يرفَع إليه يديه ثم لا يَضَع فيهما خيرًا".
صححه الحاكم، فتعقَّبه الذهبي بقوله: عامر ذو مناكير.
وهو عامر بن عبد الله بن يساف، قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، وقال: ومع ضعفه يكتب حديثه.
فحديثه حسن في الشواهد.
وبشر بن الوليد قال صالح جزرة: صدوق ولكنه لا يعقل كان قد خرف، وقال الآجري سألت أبا داود: أبشر بن الوليد ثقة؟ قال: لا، وقال الدارقطني: ثقة.
وله طريق أخرى:
فقد أخرجه البغوي (٥/ ١٨٦) عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس مرفوعًا به.
وفيه: أبان وهو ابن أبي عياش، متروك.
وممن روى هذا الحديث جابر: أخرج حديثه أبو يعلى (٣/ ١٨٦٧) والطبراني في الأوسط - كما في المجمع (١٠/ ١٤٩) - وفيه: يوسف بن محمد بن المنكدر وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهما رجال الصحيح، قاله الهيثمي.
(٢) عزاه الهندي في كنز العمال (٢/ ٨٧) إلى الدارقطني في الأفراد.