للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٢ - وناه أبو القسم قال: نا القاضي عمر بن سنبك قال: أبو بكر بن أبي داود نا زيد بن أخزم نا أبو عاصم عن ابن جريج قال: أخبرني زياد عن صالح مولى التَّوأَمَة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرَّحم شُجْنَةٌ آخذِةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمن" (١).

اعلم أنَّه غير ممتنعٍ حمل هذا الخبر على ظاهره، وأن "الحَقُو" و"الحُجْزة" (٢) صفة ذاتٍ، لا على وجه الجارحة والبعض، وأن الرحمن آخذة بها لا على وجه الاتصال والمماسة، بل نُطلق ذلك تسمية كما أطلقها الشرع.

ونظير هذا ما حملناه على ظاهره في وضع القَدَمِ في النارِ، وفي أخذ "داود" بقدمه لا على وجه الجارحة، ولا على وجه المماسة، كما أثْبتنا خلق آدم بيديه، فاليدان صِفَةُ ذاتٍ، والخلق بها لا على وجه المماسة والملاقاة،


(١) إسناده حسن، أخرجه ابن أبي عاصم (٥٣٨) والبزار (٢/ ١٨٨٣) زوائد والطبراني في الكبير (١٠/ ٣٢٧/ ١٠٨٠٧) عن أبي عاصم عن ابن جريج به.
ولفظ الطبراني: "إن للرحم حَجنة آخذةً بحُجْزَةِ الرحمن … ".
وأخرجه أحمد (١/ ٣٢١) وابن عدي (٤/ ١٣٧٥) عن روح بن عبادة عن ابن جريج به.
ذكره الهيثمي في المجمع (٨/ ١٥٠) وقال: فيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: وهو صالح بن نبهان مولى التوأمة، قال أحمد: كان مالك أدركه وقد اختلط، فمن سمع منه قديمًا فذاك، وقد روى عنه أكابر أهل المدينة، وهو صالح الحديث ما أعلم به بأسًا، وضعفه أبو زرعة والنسائي، وقال ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه القدماء مثل: ابن أبى ذئب وابن جريج وزياد بن سعد، ومن سمع منه بآخرة وهو مختلط يعني فهو ضعيف.
قلت: والراوي عنه هنا زياد بن سعد، فالإسناد حسن.
وله شاهد من حديث ابن عمرو سيأتي تخريجه.
(٢) الحَقو والحُجزة هما شَدّ الإزار، ثم سُمِي الإزار حَقوًا وحُجزة للمجاورة.
انظر النهاية (١/ ٣٤٤ - ٤١٧).

<<  <   >  >>