للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذلك ها هنا (١)، وكما أثبتنا الاستواء لا على وجه الجهة والمماسة.

٣٩٣ - وذكر شيخنا أبو عبد الله رحمه الله في كتابه هذا الحديث وأَخَذ بظاهره.

وهو ظاهر كلامِ أحمد.

٣٩٤ - قال المروذي: جاءني كتاب من دمشق فعرضته (٢) على أبي عبد الله فنظر فيه، وكان فيه: أن رجلًا ذكر حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عزَّ وجلَّ خلقَ الخلقَ، حتى إذا فَرَغ منها قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن" وكان الرجل تلقيه (٣) يعني حديث أبي هريرة فرفع المحدث رأسه وقال: أخاف أن تكون كفرت، فقال أبو عبد الله: هَذا جَهمي.

٣٩٥ - وقال أبو طالب: سمعت أبا عبد الله سُئل عن حديث هشام بن عمار أنه قُرى عليه حديث: "تجيء الرحم يومَ القيامة، فتتعلق بالرحمن" فقال: أخاف أنْ تكون قد كفرت، قال: هذا شامي ماله (٤) ولهذا قلت ما تقول؟ قال: يُمضى الحديث على ما جاء.

فإنْ قيل: الرَّحم لا يصح عليها التعلق، لأن ذلك حق القرابة من طريق النسب، فَعُلِم أن ذلك مَثَلٌ والمراد به تأكيد أمر الرحم، والحثِّ على وَصْلِه، والزَّجْرِ عن قطعه، فأَخْبَر عن ذلك بأبلغ ما يكون من التأكيد، ويكون معناه: أنَّها مُسْتَجيرةٌ معتصمةٌ بالله (٥).


(١) قوله: " … لا على وجه المماسة والملاقاة … " قد سبق بيان الصواب فيه، انظر (الجزء الأول/ ٢٠٦ - ٢٠٨).
(٢) في الأصل: فأعرضته!
(٣) كذا في الأصل.
(٤) لعله: قال ولهذا قلتُ ما تقول …
(٥) انظر: "مشكل" ابن فورك (ص ١٣٠).=

<<  <   >  >>