* وله طريق أخرى، رواها البغوي في "شرح السنة" (١٣/ ٢٣ - ٢٤) عن عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة نا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا: "الرحم شجنة كما ينبت العودُ في العود، فمن وَصَلها وصَلَه الله ومَن قَطَعها قطعه الله، وتُبعث يوم القيامة بلسان فصيح ذَلْق: اللهم فلانٌ وصلني فأدخله الجنة، وتقول: إن فلانًا قطعني فأدخله النار". وفيه ابن لهيعة وقد ساء حفظه. * طريق ثالثة: فقد أخرجه الحميدي (٢/ ٢٦٩) وابن أبي شيبة (٨/ ٥٢٦) وأحمد (٢/ ١٦٠) وأبو داود (٥/ ٤٩٤١) والترمذي (٤/ ١٩٢٤) والحاكم (٤/ ١٥٩) والبيهقي في "الأسماء" (٤٢٣) والخطيب في "تاريخه" (٣/ ٢٦٥) كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّاحمونَ يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرَّحِمُ شُجنةٌ من الرحمن، فمن وصَلَها وصله الله، ومَن قَطَعها قطعه الله". قال الترمذي: حسن صحيح. وفيه أبو قابوس قال الذهبي في المغني: أبو قابوس عن عبد الله بن عمرو حديث "الراحمون" لا يعرف. وقال الحافظ: مقبول. فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح. وأما حديث عائشة - رضي الله عنها -: فقد أخرجه مسلم (٤/ ١٩٨١) عن عروة عنها ولفظه: "الرَّحِمُ مُعَلَّقةُ بالعرش تقول: من وَصَلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله". * وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه: فقد أخرجه الحاكم (٢/ ٣٠١ - ٣٠٢) عن عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} قال: "إن الرَّحم لتقطع وإن النعمة لتكفر، وإنَّ الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدًا، ثم قرأ: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّحم شُجنةٌ من الرحمن، وإنها تجيءُ يومَ القيامة تتكلَّم بلسان طلق ذلق، فمن أشارت إليه بوصل وصله الله ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي لكن=