للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٨ - وقال زكريا بن عدي لوكيع: يا أبا سفيان، هذه الأحاديث يعني مثل الكرسي موضع القدمين، ونحو هذا، فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرًا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون (١).

١٩ - وذكر أبو جعفر محمد بن جرير بن الطبري (٢) في كتاب "التبصير في معالم الدين" بعد أوراق من أوله القول فيما أدرك عمله من صفحات الصانع خبرًا لا إستدلالًا، وذكر كلامًا إلى أن قال: وذلك نحو إخبار الله تعالى ذكره أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤].

وأن له يمينًا بقوله {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧] وأن له وجهًا بقوله {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨] {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} [الرحمن: ٢٧] وأن له قدمًا بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "حتى يَضَع الربُّ فيها قَدمَه، يعني جهنم" وأنه يضحك


(١) تقدم برقم (١١).
(٢) الإمام العلم المجتهد، عالم العصر أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة من أهل آمُل طبرستان.
قال الذهبي: كان ثقة صادقًا، حافظًا، رأسًا في التفسير، إمامًا في الفقه والإجماع والاختلاف، علّامة في التاريخ وأيام الناس عارفًا بالقراءات وباللغة وغير ذلك. ومن كتبه التي أتمها: "التفسير" و"التاريخ" "وتاريخ الرجال"، و"لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام"، و"القراءات والتنزيل والعدد"، و"اختلاف علماء الأمصار"، و"الخفيف في أحكام شرائع الإسلام"، و"التبصير" وهو رسالة إلى أهل طبرستان، وغيرها كثير، مات سنة عشر وثلاث مئة ودفن ببغداد -رَحِمَهُ اللهُ- تعالى.
(تاريخ بغداد ٢/ ١٦٢ - ١٦٩، السير ١٤/ ٢٦٧).
أما عن رسالة "التبصير" فهناك نسخة بمكتبة الأسكوريال ١٥١٤/ ٦ (من ق ٨١ - ١٠٤) باسم "تبصير أولي النهى ومعالم الهدى" لعلها هي، انظر تاريخ التراث لفؤاد سزكين (١/ ٢ ص ١٦٨).

<<  <   >  >>