إلى عبده المؤمن بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للذي قتل في سبيل الله "إنه لقي الله وهو يضحك إليه" وأنه يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله بذلك. وأنه ليس بأعور بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للذي قتل في سبيل الله "إنه لقي الله وهو يضحك إليه" وأنه يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله بذلك. وأنه ليس بأعور بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر" بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك. وأن له إصبعًا بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ما من قلبٍ إلا وهو بين إصبعين من أَصابعِ الرحمن" بأن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله تعالى نفسه أو وصفه بها رسوله، مما لا يُدرك حقيقة علمه بالفكر والرويَّة، لا نكفر بالجهل بها أحدًا إلا بعد انتهائها إليه.
ثم ذكر بعد ذلك بأوراق (١): فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه كلام الله غير مخلوق، كيف كُتب، وكيف تثلي، وفي أي موضع قُرئ، في السماء وُجد أم في الأرض حُفِظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبًا أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسومًا، في حجر نُقش أو في ورق خُط أو باللسان لفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنًا في الأرض أو فى السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا، أو نكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه وقاله بلسانه، فهو بالله كافر،
(١) من هناك إلى آخر كلامه موجود في كتابه "صريح السنة" (ص ١٨ - ١٩) ورواه عنه اللالكائي (٢/ ١٨٣ - ١٨٤، ٣٥٩ - ٣٦٠).