كتاب إبطال التأويلات - ط غراس

[في المقام المحمود لنبينا - صلى الله عليه وسلم -] - [حديث آخر] - ص: 520

هذا عن مجاهد وحده هذا عن ابن عباس، وقد خرَّجت أحاديثًا في هذا، وكتبها بخطه وقرأها.

٤٤٨ - وقال ابن عمير: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد "يقعد محمدًا على العرش" فقال: قد تَلَقَّته العلماء بالقَبُول، نُسَلِّم الخبر كما جاء.

وظاهر هذا أنَّه أخَذَ بظاهر الحديث، إذْ ليس في حمله على ظاهره ما يُحيل صفاته، لأنَّا لا نقول أنه في جهةٍ محدودةٍ، بل نُطلق هذه الصفة كما جاز وصفه بأنَّه على العرش، لا في جهة محدودة، كذلك جاز أنْ يَقْرُبَ من ذاته لا في جهة محدودة، ويشهد له قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: ٨ - ٩].

٤٤٩ - روى أبو عبد الله بن بطة بإسناده: عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {قَابَ قَوْسَيْنِ} قال: كانَ بينَه وبينه مَقْدار قوسين (١).

ويشهد لذلك أيضًا ما تقدم من حديث الإسراء: "أنَّه وضع يده بين كتفيه".

٤٥٠ - وروى أبو بكر النَّجاد في "السُّنَّة" بإسناده عن أنس قال: لما أُسْرِيَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَجَ بي (٢) جبريلُ حتى إذا جَاءَ سَدْرَةَ المُنْتَهَى، ودَنا الجبَّارُ ربُّ العِزَّة فتدلى، فكان منه قابَ قوسين أو أدنى (٣).

---

(١) سبق تخريجه.
(٢) كذا في الأصل!
(٣) إسناده ضعيف، أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٢٧ - ٢٨) قال: حدثنا خلاد بن أسلم أخبرنا النضر أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن كثير عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما عُرِج بي مضى جبريل حتى جاء الجنة، قال: فدخلتُ فأعطيت الكوثر، ثم مضى حتى جاء السِّدرة المنتهى، فَدَنا ربُّك فتدلَّى، فكان قاب قوسين أو أَدْنى فأَوْحى إلى عبده ما أَوْحى".
كثير هو ابن السائب قال ابن حبان في الثقات: كثير بن السائب عن أنس وعنه محمد بن عمرو بن علقمة (التهذيب). =