وللحديث طريق أخرى: فقد أخرجه الخطيب (٥/ ١٣٠) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ١٨٢) عن أبي عبد الله أحمد بن محمد النُّزلي نا أحمد بن علي الأنصاري أنا محمد بن عبد الله صاحب الشامة نا هشيم عن حميد عن أنس مرفوعًا: "لما أُسْرِي بي إلى السَّماء قَرَّبني ربي تعالى حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدْنى لا بل أدْني، وعلمني السمات … ". قال ابن الجوزي: هذا حَديث لا يصح، والنزلي والأنصاري وصاحب الشامة مجاهيل. (١) أخرجه البخاري في الصلاة (١/ ٤٥٩) وفي الأنبياء (٦/ ٣٧٤) ومسلم في الإيمان (١/ ١٤٩) وأحمد في مسنده (٥/ ١٤٤) عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن ابن حزم أن ابن عباس وأبا حَبَّة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم عُرِجَ بي حتى ظهرت لمستوى أَسْمعُ فيه صَرِيفَ الأقلام". دون قوله هنا: "بين يدي الرحمن جلَّ اسمه". ونبَّه الحافظ في الفتح إلى أن رواية أبي بكر بن محمد بن حزم عن أبي حبَّة الأنصاري منقطعة، لأنه استُشهد بأَحُد قبل مولد أبي بكر بدهر، وقبل مولد أبيه محمد أيضًا. ومعنى: ظهرت: أي: ارتفعت. والمستوى: المصعد. صريف الأقلام: تصويتها حالة الكتابة، والمراد ما تكتبه الملائكة من أقضية الله - سبحانه وتعالى -.