للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البقرة: ١١٥] ويدل عليه الخبر الذي تقدم، ويعضده أيضًا: ما رَوى عَمَّار - رضي الله عنه - أن - صلى الله عليه وسلم -: كانَ مِن دُعَائِهِ: "اللَّهمَ إنِّي أَسْألكُ الرِّضَا بَعْد القَضَا، وبُرْدَ العَيشِ بَعْد الموتِ، ولَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكِ" حدثناه أبو القاسم (١).

٤٩٠ - وروي أبو موسى - رضي الله عنه -: أن - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله لا يَنَام، ولا يَنْبَغي له، ولكم يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه، حجَابُه النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبحاتُ وجهه ما انتَهى إليه بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِه".

٤٩١ - ونا أبو القاسم بإسناده: عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيْسَ بينَ القَوم وبَينَ أنْ ينْظُروا إلى رَبِّهم، إلَّا رِدَاءُ الكبرياءِ على وَجْهِهِ في جِنَّة عَدْنِ" (٢).


(١) حديث صحيح، روه النسائي (٣/ ٥٤) والحاكم (١/ ٥٢٤) من حديث حماد بن زيد حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه قال: صلى بنا عمار بن ياسر صلاة فأوجز فيها فقال بعض القوم: لقد حففت أو أوجزت الصلاة! فقال: أما على ذلك، فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول - صلى الله عليه وسلم -، فلما قام تبعه رجل من القوم - هو أبي غير أنه كني عن نفسه - فسأله عن الدعاء، ثم جاء فأخبر به القوم: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي .. " الحديث. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، وعطاء بن السائب وإن كان قد اختلط، فرواية حماد بن زيد عنه قبل الاختلاط، كما في الكواكب النيرات (ص ٣٢٥) وغيره وله طريق آخرى:
فروى النسائي (٤/ ٥٥) وأحمد (٤/ ٢٦٤)، وابن أبي شيبة (١٠/ ٢٤٦) من طرق عن شريك عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: صلى بنا عمار ..
وفيه: شريك وهو القاضي النخعي، سيء الحفظ، وأبو هاشم هو الرماني يحيى بن دينار، ثقة.
وثالثة: عند ابن أبي شيبة (١٠٢٦٥) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال: كان من دعاء عمار: اللهم إني أسألك بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق ..
ومالك بن الحارث هو السلمي الرقي ويقال الكوفي، تابعي ثقة.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير (٨/ ٦٢٤) وفي التوحيد (١٣/ ٤٢٣) ومسلم في الإيمان (١/ ١٦٣) من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه مرفوعًا.

<<  <   >  >>