للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

السَّبْقُ والغلبة، لأن ما هو صفة الله على الحقيقة من الرحمة والغضب، لا يجوز وَصْفُهُ بالسَّبق والغَلَبة (١).

وعلى هذا يتناول الألفاظ في الدعاء، إذا قيل: اللهمَّ ارْحَمنا وارْض عنَّا معناه: أنَّه يرجو ما يَحْدُثُ عن رَحمته ورضاه، لا نَفْسَ الرحمة والرِّضا، لأن ذلك من صفات الذات، فلا يصح فيها الطلب والسؤال.

ونظير ذلك أيضًا في الذُعاء: اللهم اغفر لنا علمك فينَا، وشهادتك علينا، ونفس العلم لا يغفر وكذلك نفس الشهادة، وإنما تَتَعَلَّقُ المغفرة بالمعلوم والمشهود، وعلى ذلك يحملُ قولهم: رَضِيّ الله عن فلان، معناه الطَّلب لأنْ يَفْعل ما إذا فعله، كان عن رضاه ورحمته، فاختصر (٢) اللفظ في الدعاء.

* * *


(١) وقال النووي في المنهاج (١٧/ ٦٨): قالوا: والمراد بالسبق والغلبة هنا: كثرة الرحمة وشمولها، كما يقال: غلب على فلان الكرم والشجاعة، إذا كثرا منه.
(٢) في الأصل: فاختص، ولا يستقيم معنى العبارة.

<<  <   >  >>