للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٢ - وروى أبو عبد الله بن بطة قال: نا ابن سلمان قال نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل التِّرمذي قال نا نعيم بن حمَّاد قال نا أبو صفوان الأموي عن يُونس بن يزيد عن الزُّهري عن سعيد بن المسيب عن كعب الأحْبَار قال: قال الله تعالى في التَّوراة: "أَنا اللهُ فَوقَ عبَادِي، وعَرْشي فَوْقَ جَميعِ خَلْقي، أَنا على عَرْشِي، عليه أدَبَّر عَبادِي، لا يَخْفى عَليَّ شيء مِن عِبَادي" (١).

٥٤٣ - وأنا أبو محمد الحسن بن محمد قال: أنا أبو الحسين محمد بن المظفر إجَازَةً قال نا أبو بكر محمد بن أحمد بن خالد القَاضي قال نا سعيد بن محمد قال نا مسَلْمُ بن قتيبة قال نا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن - صلى الله عليه وسلم - في قوله عَزَّ وجَلَّ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} [طه: ٥] قال: "حَتَّى يُسمع أَطِيط كأَطِيطِ الرَّحْل" (٢).

اعلم أن القرآن والأخبار قد جاءا بالإستواء على العَرْشِ، والواجب في ذلك إطلاقُ هذه الصفة من غير تفسيرٍ ولا تأويل، وأنَّه استواءُ الذَّات على العرش، لا على وجه الاتصال والمماسَّة (٣).


(١) الأثر من الإسرائيليات وهو موافق لما بأيدينا من نصوص القرآن والسنة، وأقوال سلف الأمة، في إثبات الفوقية لله تعالى، والاستواء على العرش، فلله الحمد.
(٢) سبق الكلام عليه قريبًا.
(٣) ورد ذكر العرش في القرآن إحدى وعشرين مرة. وذكر الله تعالى استواءه عليه في سبع آيات منها: (ثم استوى على العرش) ومجَّد نفسه وسبحها وأنه الملك ذو العرش العظيم الكريم في آيات كثيرة وقال تعالى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء: ٢٢]. وقال {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦)} [المؤمنون: ١١٦]. والعرش أعلى المخلوقات وأعظمها. واستواء الله تعالى عليه صفة فعليه خبرية، وقد دلت عليه الآيات =

<<  <   >  >>