للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أثبت الإستواء السلف.

٥٤٤ - فروى أبو بكر الخَلَّال عن: عبد الوهاب الوَّراق أنَّه قال: استوى، قال: قعد!

٥٤٥ - وعن يزيد بن هارون قال: مَنْ زَعَمَ أن {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] على خِلَاف ما يَقَرُّ في قُلُوب العَامَّة، فهو جهمي (١).

٥٤٦ - وذكر ابن قُتيبة في "مُخْتَلف الحديث" {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} [طه: ٥]، استقر، كما قال {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: ٢٨] أي: استقررت (٢)، ولا يجوز حَمْلُه على المُمَاسَّة، لأنَّها من صفات المحدث، ولا يَجوز حمله على معنى: الإستِيلاء، لأنَّ الإستيلاءَ عند العَرَبِ لا يكون إلا بعد المُغَالبةِ.


= السبع في كتاب الله، وأن الله تعالى استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض، استواء يليق به. وفسره السلف رضوان الله عليهم: بالعلو عليه، والصعود والاستقرار.
(١) أخرجه أبو داود في مسائله (٢٦٨ - ٢٦٩) وعبد الله في السنة (٥٤) وذكره البخاري في "خلق أفعال العباد" (٦٣) وسنده حسن، وذكره الذهبي في العلو (ص ١٦٧).
وعلق عليه بكلام نفيس نسوقه بتمامه، إذا قال: "يقر: مخفف، والعامة: مراده جمهور الأمة وأهل العلم، والذي وقر في قلوبهم من الآية: هو ما دلَّ عليه الخطاب، مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء، هذا الذي وقر في فطرهم السليمة، وأذهانهم الصحيحة، ولو كان له معنى وراء ذلك لتفوهوا به ولما أهملوه، ولو تأول أحد منهم الاستواء، لتوفرَّت الهمم على نقله، ولو نقل لاشتهر. فإن كان في بعض جهلة الأغبياء، يفهم من الاستواء، ما "يوجب نقصًا، أو قياسًا للشاهد على الغائب، وللمخلوق على الخلق، فهذا نادر، فمن نطق بذلك زُجر وعُلِّم" اهـ. وانظر "النهج الأسمى" (١/ ٣٢٢) لكاتبه، ففيه نقول مهمة عن السادات الأئمة.
(٢) تأويل مختلف الحديث (ص ٣٩٤) المكتب الإسلامي.
قالوا: حديث في التشبيه يكذبه القرآن والإجماع! "نزول الله سبحانه".
قال: وكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنه بكل مكان على الحلول، مع قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥].

<<  <   >  >>