للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اعلم أنَّ هذا الخبر قد دلَّ على فوائد:

منها فضيلة لأبي بكر، وأنَّه أَول من يُحاسب، وأنَّه يَشْفعُ، وهذه طبقة الأنبياء.

وفيه دلالة على أنَّ أهل الذُّنُوبِ لا يخلدون، خلاف المعتزلة، والكلام في ذلك مُستوفى في "كِتاب المعتمد" (١).

وفيه دلالة على إثبات اليد، وقد ذكرناها في غير موضع من هذا الكتاب.

وفيه إثباتُ أخذ الماء بيده ونضحه عليهم، وهذا غير ممتنع حمله على ظاهره، لأنَّ أخذ الماء بيده كخلق آدم بيده، وكمسح ظهره بيده، واستخراج الذُّرية من ظهره، وكعجن طينته، وكل ذلك أخبار قد تقدم ذكرها، وبَينَّا الأخذ بظاهرها، على وجهٍ لا يُفضي إلى مُلاقَاة المُحْدَثِ للقديم.

كذلك في هذا الحديث، إذْ الطَّريقة في جميع ذلك طريقة واحدة، ونَضْحه للماء عليهم يجري مجرى كلامه لهم، ووضع كنفه عليهم.

٢٩١ - وقد ذكر ابن قتيبة في كتاب "غَريب الحَديث" ما يعضد هذا الحديث بإسناده: عن لقيط بن عامر خرج وَافِدًا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر الحديث بطوله إلى أنْ قال: يا رسول الله! فما يفعل رَبُّنَا إذا لَقِيناهُ؟ قال: "تُعْرَضُونَ عليه، بَادِيًا له صفَحَاتِكُم لا يَخْفَى عليه مِنكُم خافية، فيأخُذُ رَبُّكَ بيده غُرْفَةً من الماءِ فَيَنْضَحُ عَليكم، فأمَّا المُسْلم فَيَدَعُ وَجْهَه مثلَ الرَّيطَةِ البَيْضَاء، وأما الكَافِر فَتَخْطُمُه بمثلِ الحُمم الأسْود" وذكر الخبر بطوله (٢).


(١) وهو كتاب للمصنف في أصول الدين، انظر المقدمة لكتابنا هذا (ص ١٧).
(٢) غريب الحديث (١/ ٥٣٠ - ٥٣١) طبعة وزارة الأوقاف العراقية، تحقيق د. عبد الله الجبوري.
والحديث إسناده ضعيف، رواه ابن قتيبة وعبد الله بن أحمد (٤/ ١٣ - ١٤) عن عبد الرحمن ابن عياش السمعي الأنصاري عن دلهم بن الأسود عن عاصم بن لقيط: أن لقيط بن عامر =

<<  <   >  >>