للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢ - قال أبو بكر بن الأنباري (١) في كتاب "الردُّ على أهل الإلحاد": قد ذهب إلى هذا الذي أنكره يعني ابن قتيبة جماعة من أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهم أُبي وابن مسعود وابن عباس، ففي قراءة عبد الله {إن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون} وفي قراءة أبي {ويقول الراسخون في العلم} وعن ابن عباس أنه كان يقرأ {ويقول الراسخون في العلم} (٢). قال: وكان الفراء وأبو عبيد يقولان: الراسخون مُستَأنَفُون، والله هو المتفرد بعلم التأويل (٣).

قال: وسمعت أبا العباس (٤) يقول الوقف على قوله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا


(١) هو الإمام الحافظ اللُّغوي ذو الفنون أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار ابن الأنباري المقرئ النحوي.
قال الخطيب: كان ابن الأنباري صدوقًا دينًا من أهل السنة.
وقال الذهبي: له كتاب "الوقف والابتداء"، وكتاب "المشكل"، و"غريب الحديث النبوي"، وكتاب "رسالة المشكل" يردُّ على ابن قتيبة وأبي حاتم، وغيرها.
(تاريخ بغداد ٣/ ١٨١ - ١٨٦، السير ١٥/ ٢٧٤).
(٢) حكى هذه القراءات الفراء في معاني القرآن (١/ ١٩١) وابن جرير في تفسير (٣/ ١٢٢ - ١٢٣).
(٣) في معاني القرآن للفراء (١/ ١٩١): "وما يعلم تأويله إلا الله" ثم استأنف "والراسخون" فرفعها بـ"يقولون"، لا باتباعهم إعراب الله.
(٤) هو الإمام العلامة المحدِّث، إمام النحو، أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي، صاحب الفصيح والتصانيف، المعروف بـ"ثعلب".
روى عنه ابن الأنباري ونفطويه والأخفش الصغير وغيرهم.
قال المبرِّد: أعلم الكوفيين ثعلب، فذكر له الفرَّاء فقال: لا يَعْشُرُه. وقال الخطيب: ثقة حجة، دين صالح، مشهور بالحفظ. له كتاب "اختلاف النحويين". وكتاب "القراءات" وكتاب "معاني القرآن" وأشياء.
مات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين.
(تاريخ بغداد ٥/ ٢٠٤ - ٢١٢، السير ١٤/ ٥).

<<  <   >  >>