للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إيقاعِهِ، وأَنَّه لم يزلْ قادرًا بقدرةٍ قديمة، صفة قائمة به، يَقْدرُ بها على المَقْدُورَات، ويخترع المخترعات، وهي شَاملة كل مقدور (١).

وكذلك وصفه بأنه: قَاهِر ومُقْتَدر وجَبَّار ومُتَجبَّر وعَزِيز وكَريم، لأنَّ العَزيز مَأْخُوذ من العلوِ، ومنه قولهم: خَيَل عَزيز، وفَرَس عزيز، إذا كان عاليًا ممتنعًا (٢).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "عليم وعالم" فمعناه أنَّه ذو علم، فكل عالم فهو ذُو عِلمٍ، وكل ذي علمٍ فهو عَالِم، وقد يُوصف تعالى بأنَّه عَارِف ومتبين! وخبير (٣).

وقد وصف نفسه بذلك في كثير من الآيات، لأنَّ ذلك يعود إلى معنى واحد، وهو عالم، وقد يوصف بأنَّه دَرَى وداري، لأنَّه بمعنى عالم، وقد قال الشاعر:

اللَّهُمَّ لا أَدْري وأَنْتَ الدَّارِي

وأمَّا وَصفُه تعالى بأنَّه "حكيم" فقد قيل فيه المراد به: عَالِم، ومن قوله تعالى {إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الحجر: ٢٥] وقولهم: فلان قد أحكم الفِقْه والصَّنعة، إذا عَلِم ذلك، وقيل معناه: محكم الفعل، وإحكَامِه له هو: إيقاعه له بحسب قصده وإرادته من غير تفاوت، ومنه قولهم: أحكَمَ مُراده وما قَصَدَ له، وأحكم فلان بِنَاءه، إذا فعله مُحْكَمًا مُتْقَنًا، وهذا أَشبه بظاهر اللغة (٤).


(١) وقد ورد اسم القدير في القرآن خمسًا وأربعين مرة، وأما "القادر" فقد ورد اثنتي عشرة مرة.
ومعنى هذه الأسماء يرجع إلى كمال القدرة، التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.
(٢) راجع معاني هذه الأسماء في كتابنا مفصلًا إلا "المتجبر" فلم يثبت!
(٣) العليم والعالم سبحانه وتعالى الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والعالم العلوي والسفلي والماضي والحاضر والمستقبل، لا يخفى عليه شيء. انظر النهج (١/ ٢١٣ - ٢٢٣).
أما العارف والمتبين، ففي ثبوتهما نظر!
(٤) "الحكيم" سبحانه الذي يضع الأشياء في مواضعها بحكمته، ويكون في القول والفعل.
ولا تكون الحكمة إلا عن علم وخبرة. انظر النهج (١/ ٢١٤ - ٢٥٨).

<<  <   >  >>