للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غير مُسْتغنٍ عنه (١).

وأما وصفه تعالى بأنَّه "حميد" قيل معناه: المحمود، كما يُقال: قتيل بمعنى مَقتول، وحمْدُ الله هو الثَّنَاء عليه بصفَاتِهِ الحُسْنَى، والثناء عليه بنعمه (٢).

وفي معناه "مَجِيد" والمجْدُ الجَلَالة والعَظَمة والشَّرف، وقيل معناه: حمده وثناؤه على نفسه بصفاته العُلَى، وعلى أوليائِهِ من المؤمنين (٣).

وأما وصفه تعالى بأنَّه "وَاهِب وَوَهَّاب" معناه: يَهَبُ حقْه، ويترك على عباده ما وَجَبَ له، وينعم عليهم، وهو الغالب في الاستعمال.

ويحتمل أن يكون بمعنى الحاكم للعبد بملك الشيء وجعله له، فيكون مخبرًا بذلك (٤).

وأما وصفه تعالى بأنه "سريع" فيحتمل أن يكون معناه: أنَّه لا تَعْسر عليه الأشياء، ولا يحتاج فيها إلى تَكلف، ومنه قوله تعالى {سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: ٢٠٢] (٥).

وأما وصفه تعالى بأنَّه "خبير" فقيل: إنَّه بمعنى عليم، وهو الأظهر في الاستعمال من قولهم: الله أخْبَرُ بعباده، أي: أعلم بهم، وفلان خبير بأمري، وقولهم: سألت خبيرًا، يعنون: سألت عليمًا، وذلك يعود إلى عالم.


(١) انظر النهج (٢/ ٢٢٨ - ٢٣١). والقول الثاني قال بنحوه الزجاج.
(٢) الحميد سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرعه وقدره. انظر النهج (٢/ ٥٦ - ٥٨).
(٣) أصل المجد: الكثرة والسعة. "والمجيد" سبحانه: الواسع المد والثناء، على جميع أسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله. انظر النهج (/ ٤٣١ - ٤٣٣).
(٤) "الوهاب" سبحانه الكثير المواهب، المنعم على خلقه بأنواع النعم والهبات. انظر النهج (١/ ١٨٧ - ١٨٩).
(٥) قال البغوي في تفسيره (١/ ٢٣٣): {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} يعني: إذا حاسب فحسابه سريع، لا يحتاج إلى عقد يدٍ، ولا وعي صدر، ولا إلى روية ولا فكر.

<<  <   >  >>