للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعلوه شيء، لا على وَجْه المساحة والمكان، لأنَّ ذلك يُفضي إلى تحديد، والمحدُود يقتضي حَادًّا هو حدّه.

وقيل: معناه مُتَعال عن الأدْناس والعَيوب والدناءة.

وقيل: استحقاقه لصفات الكمال، من العلم الشَّامل، والقُدرة الكاملة، والإرادة النافذة، والمشيئة الجارية، لا يعجزه شيء (١).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "عَظِيم ومُتَعَظِّم" فمعناه كل شيءٍ دُونه، وقد يُستعمل ذلك فيمن تَعظَّم شأنه بالقَدْرِ والمنزلة، كما يقال: عظيم المنزلة، لشرفه وعلوه، ونفاذ أَمره، وهذه صفاته سبحانه، وقد يكون معناه: عَظيم عن الأَدْناس والتناقص (٢).

وأما وصفه تعالى "بأنَّه "وَليّ" فقيل معناه: النَّاصر، فهو ولي المؤْمِنينَ بمعنى ناصرهم بفعل أَنواع اللطفِ والتَّوفيق.

وقيل معناه: القيام بأمور الخلق، المدبر لها، فعلى هذا هو ولي جميع الخلق، مُؤمنهم وكافرهم (٣).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "غَني" فقيل معناه: انتفاء الحاجة عنه التي هي ضد الغنى، وقيل معناه: القادر على كل شيء مقدور، النافذ لإرادته في كلِّ مُراد، والأول أولى، لأنه قد يقدر على تنفيذ مُراده من هو محتاج إليه،


(١) العلي الأعلى سبحانه، هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر للمخلوقات. قال ابن القيم في النونية (٢/ ٢١٤):
وهو العلي فكل أنواع العلو … له فثابتة له بلا نكران
وأما قوله: "لا على وجه المساحة والمكان … " فقد أعرض عنه السلف، لأنه لم تأت به النصوص، فالواجب الإعراض عنه.
(٢) انظر النهج (١/ ٢٨١ - ٢٨٧).
(٣) و"الولي" سبحانه أيضًا: هو المحب، والقريب. انظر النهج (٢/ ٤٣ - ٤٧).

<<  <   >  >>