للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهر هذا الكلام من أحمد، أن أثبت له هذه الصِّفة.

وأمَّا وَصفُه تعالى بأنَّه "هَادي" معناه: فاعل في غيره ما يَصِيرُ به مهتديًا وكذلك وصفه بأنَّه مُضِل ومُوَفِق ونَاصر وخَاذِل، معناه فاعل في غيره ما يَضل به، ويُوَفَّقُ به ويَنتْصرُ به ويَنْخَذِلُ به (١).

وأمَّا وصفه بأنَّه "فَتَّاح" معناه يفتح على الخلق أرزاقهم، ويُفَرِّجُ عنهم مضائقهم وشدائدهم، قال تعالى {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} [فاطر: ٢] وقيل: فَتَّاح بمعنى حَاكم فَاصِل بين الخصوم يوم القيامة (٢).

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "قابل" معناه: مُتَعَطِّف على خلقه بقبول التَّوبة والتَّجاوز عنهم، ويتكرم عليهم وفي ذلك مِدْحة له (٣).

وأما وصفه تعالى بأنَّه "شديد" معناه: قادر لأنَّهم فيقولون: رجل شَديد، إذا كان قَويًا، وقد تستعمل الشِّدة بمعنى: الصَّلابة، فيقولون: حَجَر شَديد، وخَشَب شديد، يَعنون الصَّلابة، وذلك مستحيل وصفه به سبحانه (٤).


(١) "الهادي" سبحانه الذي يهدي عباده ويرشدهم إلى ما فيه خير لهم ومنفعة، في دينهم ودنياهم، ويعلمهم ما لا يعلمون. انظر النهج (٢/ ٢٧٠ - ٢٧١).
(٢) للفتاح في أسماء الله معان عدة:
١ - أنه الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحق.
٢ - أنه الذي يفتح لهم أبواب الرحمة والرزق وغيرهما.
٣ - أنه الناصر لعباده، للمؤمن على الكافر، وللمظلوم على الظالم. انظر النهج (١/ ٢٠٦ - ٢٠٧).
(٣) يشير إلى قوله تعالى {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: ٣]. وقد ذكره بعض العلماء في أسماء الله تعالى، وفي إطلاقه نظر لوروده مضافًا، والله أعلم.
(٤) ورد وصفه تعالى بذلك في آيات كقوله تعالى {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: ١٩٦]. وقوله {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: ١٣] وغيرهما. وقد ذكره بعض العلماء في الأسماء: كابن العربي والقرطبي وابن القيم وابن حجر وغيرهم.

<<  <   >  >>