للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو قول الكَرَّامِيَّة، إلا أنَّ الكَرَّامية تقول: جميع ذلك يرجع إلى قدرته على الفعل، وإرادته له وعلمه بكونه.

خلافًا للمُعْتَزلة في قولهم: جميع الأسماء محدثة، وجميع الصفات، وأنَّها غير المسمَّى وغير الموصوف.

وخلافًا للأشْعَريَّة في قولهم: الأسماء والصفات على ضربين: فما كان من صفاتِ الذَّات، كالعلم والقدرة والكلام والإرادة، فهو قديم.

وما كان من صفات الفعل، كالخلق والرزق والإحْسَان والرحمة ونحو ذلك، فهي محدثة، وأنَّه مَوصوفٌ بها عند وجود الفعل، ووَصْفُه لنفسه بها في القِدَم مجازٌ لا حقيقة، وربما امتنع بعضهم من إطلاق هذه التَّسمية في القدم قبل وجود الخلق والرزق منه، وقال: لا يجوز وصفه بذلك لا حقيقةً ولا مجازًا (١).


(١) أما الجهمية فإنهم ينفون الأسماء والصفات، فلا يسمون الله تعالى بشئ؟! وروي عن الجهم أنه قال: لا يُسمى باسم يُسمى به الخلق، إلا بالخالق القادر؟! انظر النبوات لشيخ الإسلام (ص ١٩٨) ومجموع الفتاوى (١٢/ ٢٣١١).
أما المعتزلة فقد استعظموا ذلك لما فيه من تكذيب القرآن، فأقروا بالأسماء ونفوا الصفات؟! فصاروا هم كذلك متناقضين، فإن إثبات حي عليم حكيم سميع بصير، بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر، متناقض ومكابرة للعقل، كإثبات مصل بلا صلاة، وصائم بلا صيام، وقائم بلا قيام!!
وقد قال أبو الحسن الأشعري في الإبانه (ص ١٠٧ - ١٠٨) إنما منعهم من إنكار الأسماء خوف السيف، فأتوا بمعناه! أما الأشاعره والماتريدية والكلابية: فقد أثبتوا الأسماء الحسنى، لكن أثبتوا معاني بعضها، وحرفوا معاني البعض الآخر، وهو مبني على قولهم في صفات الله تعالى.
فالكلابية وقدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية، وبالتالي لا يثبتون معاني الأسماء التي اشتقت من الصفات الاختيارية. =

<<  <   >  >>