أما المعتزلة فقد استعظموا ذلك لما فيه من تكذيب القرآن، فأقروا بالأسماء ونفوا الصفات؟! فصاروا هم كذلك متناقضين، فإن إثبات حي عليم حكيم سميع بصير، بلا حياة ولا علم ولا قدرة ولا حكمة ولا سمع ولا بصر، متناقض ومكابرة للعقل، كإثبات مصل بلا صلاة، وصائم بلا صيام، وقائم بلا قيام!! وقد قال أبو الحسن الأشعري في الإبانه (ص ١٠٧ - ١٠٨) إنما منعهم من إنكار الأسماء خوف السيف، فأتوا بمعناه! أما الأشاعره والماتريدية والكلابية: فقد أثبتوا الأسماء الحسنى، لكن أثبتوا معاني بعضها، وحرفوا معاني البعض الآخر، وهو مبني على قولهم في صفات الله تعالى. فالكلابية وقدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية، وبالتالي لا يثبتون معاني الأسماء التي اشتقت من الصفات الاختيارية. =