للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن قيل: إنما منع تأويل الجاهلين، ولسنا جُهَّالًا بالتأويل.

قيل: بل الجهالة حَاصِلةٌ بالتأويل، بدليل ما تقدم من قوله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}.

دليل آخر على إبطال التأويل: أنَّ الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها، ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغًا لكانوا أسبق لما فيه من إزالة التشبيه، ورفع الشبهة، بل قد روى عنهم ما دل على إبطاله.

٥١ - فروى أبو بكر الخلال بإسناده: عن أم سلمة أنها قالت في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} [طه: ٥] قالت: كيفٌ غيرُ معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر (١).


= المواضع رواه الثقات عن الوليد عن معاذ عن إبراهيم قال حدثنا الثقة من أصحابنا أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره. اهـ.
وقال أبو نعيم -كما في كنز العمال (١٠/ ١٧٦): وروى عن أسامة بن زيد وأبي هريرة وكلها مضطربة غير مستقيمة.
(١) ضعيف، رواه اللالكائي (٣/ ٣٩٧) وأبو عثمان الصابوني في "عقيدة السلف" (٢٣) وابن قدامة المقدسي في العلو (٨٢) والذهبي في العلو (ص ٦٥) كلهم عن محمد بن الأشرس الوراق أبو كنانة حدثنا أبو عمير الحنفي "ووقع عند الصابوني: أبو المغيرة" حدثنا قرة بن خالد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة به. قال الذهبي: هذا القول محفوظ عن جماعة كربيعة الرأي ومالك الإمام وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح، لأن أبا كنانة ليس بثقة، وأبو عمير لا أعرفه.
وقال ابن تيمية: وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- موقوفًا ومرفوعًا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه (الفتاوى ٥/ ٣٦٥).
قلت: وفي إسناده أم الحسن البصري واسمها: خيرة، مولاة أم سلمة، قال الحافظ: مقبولة، ومحمد بن الأشرس الوراق ذكره الذهبي في الميزان (٣/ ٤٨٥) وقال: السلمي النيسابوري، متهم في الحديث، وتركه أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ وغيره، وقال الحافظ في اللسان (٥/ ٨٤): وضعفه الدارقطني.

<<  <   >  >>