للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥ - دليل آخر على إبطال التأويل: أن أبا الحسن الأشعري وأصحابه مثل أبي بكر بن الباقلاني، وأبي بكر بن فورك وأبي علي بن شاذان (١) قد أثبتوا صفاتًا لم يعقلوا معناها، ولم يحملوها على مقتضى اللغة كالوجه واليدين والعين، ولم يحملوا الوجه على جملة الذات، واليدين على النعمتين، ولا العين على المرئي (٢) بل أثبتوها صفات ذات، لورود الشرع بها، وقد صرَّحوا بهذا في كتبهم، ورأيت بعضهم يأبى ذلك ويتأول هذه الصفات، وهذا القائل يتشاغل بالكلام معه في هذه الصفات، فإذا ثبت الكلام فيها بنينا الأخبار على ذلك.


(١) هو القاضي المتكلم الأصولي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن قاسم البصري ثم البغدادي، ابن الباقلاني الأشعري، صاحب التصانيف.
قال الذهبي: وكان ثقة إمامًا بارعًا، صنف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية والكرَّامية، وانتصر الطريقة أبي الحسن الأشعري! وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه. من كتبه: "إعجاز القرآن" ط، "التمهيد في الرد على الملحدة والرافضة والخوارج والمعتزلة" ط وغيرها. مات في ذي القعدة سنة ثلاثٍ وأربع مئة. (تاريخ بغداد (٥/ ٣٧٩ - ٣٨٣)، ترتيب المدارك (٤/ ٥٨٥ - ٦٠٢) السير (١٧/ ١٩٠ - ١٩٣).
أما ابن شاذان.
فهو الإمام الفاضل الصدوق، مسند العراق، أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن شاذان، البغدادي البزار، الأصولي.
سمع من: أبي عمرو بن السماك أبي بكر أحمد بن سليمان العباداني والنجاد، وميمون بن إسحاق وغيرهم.
حدث عنه: الخطيب والبيهقي وأبو إسحاق الشيرازي وغيرهم كثير.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صح السماع صدوقًا، يفهم الكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري!
توفي سَلْخ عام خمسة وعشرين وأربع مئة، ودفن في أول يوم من سنة ست وعشرين.
(تاريخ بغداد ٧/ ٢٧٩ - ٢٨٠)، تبيين كذب المفتري ٢٤٥ - ٢٤٦، السير ١٧/ ٤١٥ - ٤١٨).
(٢) كذا تقرأ.

<<  <   >  >>