فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر، لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل، وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال اهـ. واختاره أيضًا ابن منده كما في التوحيد (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤). وقال الحافظ في الفتح في آخر العتق (٥/ ١٨٣) في قوله "فإن الله خلق آدم على صورته": واختلف في الضمير على من يعود؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه، ولولا أن المراد التعليل بذلك، لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها. وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله، متمسكًا بما رود في بعض طرقه "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" قال: وكأن من رواه أورده بالمعنى، متمسكًا بما توهمه فغلط في ذلك. وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالباري -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. قلت: (أي الحافظ): الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات، وأخرجها ابن أبي عاصم من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول، قال "من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن". فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه، أو من تأويله على ما يليق بالرحمن -جَلَّ جَلَالُهُ-. وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم أي على صفته، أي خلقه موصوفًا بالعلم الذي فضل به الحيوان، وهذا محتمل. وقد قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجري هذا الحديث على ظاهره وقال: صورة لا كالصور انتهى. وقال حرب الكرماني في كتاب "السنة" سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح "إن الله =