وقال في الاستئذان (١١/ ٣): واختلف إلى ماذا يعود الضمير؟ فقيل: إلى آدم أي خلقه على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط وإلى أن مات، دفعًا لتوهم من يظن أنه لما كان في الجنة كان على صفة أخرى، أو ابتدأ خلقه كما وجد لم ينتقل في النشأة كما ينتقل ولده من حاله إلى حاله. وقيل: للرد على الدهرية إنه لم يكن إنسان إلا من نطفة، ولا تكون نطفة إنسان إلا من إنسان ولا أول لذلك، فبين أنه خُلق من أول الأمر على هذه الصورة. وقيل: للرد على الطبائعيين الزاعمين أن الإنسان قد يكون من فعل الطبع وتأثيره. وقيل: للرد على القدرية الزاعمين أن الإنسان يخلق فعل نفسه. وقيل: إن لهذا الحديث سببًا حذف من هذه الرواية، وأن أوله قصة الذي ضرب عبده فنهاه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ذلك، وقال له: إن الله خلق آدم على صورته. وقيل: الضمير لله، وتمسك قائل ذلك بما ورد في بعض طرقه "على صورة الرحمن" والمراد بالصورة الصفة، والمعنى: إن الله خلقه على صفته من العلم والحياة والسمع والبصر وغير ذلك، وإن كانت صفات الله لا يشبهها شيء. اهـ. وانظر قول ابن حبان، في صحيحه (٨/ ١٢). قلت: وأصح ما قيل فيه هو كلام ابن خزيمة ومن تابعه، وعلى كل حال فنحن ننزه ربنا عن مشابهة مخلوقاته، وليس في كلام الله تعالى ولا كلام رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تشبيه ولا تمثيل. (١) تقدم أن هذا اللفظ لا يصح، انظره برقم (٦٣) من هذا الفصل.