للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يأتوا بمثله لم يقدروا عليه ثم قد جئت بمثله مفترى بأنه ليس من عند الله، وذلك قوله:

أنا النبيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطّلب

وقوله:

تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا

وقوله:

إن العيش عيش الآخره ... فارحم الأنصار والمهاجره

وقوله:

«تعس عبد الدّينار والدّرهم، وعبد الخميصة، إن أعطي منها رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس (وإن شيك) فلا انتقش».

فلم يدّع أحد من العرب أن شيئا من هذا يشبه القرآن وأن فيه كثيرا كقوله (١).

وحكى الأستاذ أبو منصور الأشعري-رحمه الله-فيما كتب إليّ عن بعض أصحابنا أنه قال: يجوز أن يكون هذا النظم قد كان فيما بينهم فعجزوا عنه عند التحدّي، فصار معجزة لأنّ إخراج ما في العادة عن العادة نقض للعادة كما أن إدخال ما ليس في العادة في الفعل نقض للعادة.

وبسط الكلام في شرحه.

وأيّهما كان فقد ظهرت بذلك معجزته، واعترفت العرب بقصورهم عنه وعجزهم عن الإتيان بمثله.

١٣٤ - حدثنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني


(١) انظر المنهاج (١/ ٢٦٥).
١٣٤ - أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٥٠٦ و ٥٠٧) عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني به وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>