كتاب شعب الإيمان - ت زغلول

٢٥ - المناسك - حديث الكعبة والمسجد الحرام والحرم كله - ج: 3 - ص: 433

ذمتي، ومن عظم شأنه فقد عظم في عيني، ومن تهاون به [فقد] (٧) صغر عندي، ولكل ملك حيازة وبطن ملك حوزتي التي حزت لنفسي دون خلقي فأنا الله [ذو بكة] (٨) أهلها جيرتي وجيران بيتي وعمارها وزوارها وفدي وأضيافي في كنفي و [في] (٩) ضماني وذمتي وجواري، أجعله أول بيت وضع للناس، وأعمره بأهل السماء وأهل الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا على كل ضامر يأتين من كل فج عميق يعجون بالتكبير عجيجا ويرجون بالتلبية رجيجا فمن اعتمره لا يريد غيري فقد زارني وضافني ووفد إليّ ونزل بي فحق لي أن أتحفه بكرامتي وحق الكريم أن يكرم وفده وأضيافه وزواره وأن يسعف كل واحد منهم بحاجته تعمره يا آدم ما كنت حيا، ثم تعمره من بعدك الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن ونبيا بعد نبي حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك يقال له محمد وهو خاتم النبيين فاجعله من عماره وسكانه وحماته وولاته وحجابه وسقاته يكون أميني عليه ما كان حيا فإذا انقلب إلي وجدني قد دخرت له من أجره وفضيلته ما يتمكن به من القربة إلي والوسيلة عندي وأفضل المنازل في دار المقامة واجعل اسم ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناءه ومكرمته لنبي من ولدك يكون قبيل هذا النبي وهو أبوه يقال له إبراهيم ارفع له قواعده واقضي على يديه عمارته وأنيط له سقايته، واريه [حل] ١٠ - وحرامه، ومواقفه واعلمه مشاعره ومناسكه، واجعله أمة واحدا، قانتا قائما بأمري داعيا إلى سبيلي اجتبته، وأهديه إلى صراط مستقيم، ابتليه فيصبر واعافيه فيشكر وآمره فيفعل [فينذر] ١١ - لي فيفي، [فيعدني] ١٢ - فينحر، أستجيب دعوته في ولده وذريته من بعده واشفعه فيهم واجعلهم أهل ذلك البيت وولاته وحماته وسقاته وخدمه وخزانه وحجابه حتى يبتدعوا ويغيروا ويبدلوا فإذا فعلوا ذلك فأنا أقدر القادرين على أن استبدل من أشاء بمن أشاء واجعل إبراهيم إمام ذلك البيت، وأهل تلك الشريعة يأتم به من

---

(٧) سقطت من أ.
(٨) في ب دونكه.
(٩) سقط من أ.
١٠ - في ب حله.
١١ - في ب وينذر.
١٢ - في ب ويعدني.