محمد بن يعقوب نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني أبي نا الأوزاعي.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد بن زياد ومحمد بن عبد الله بن صالح قالا: نا محمد بن إسحاق نا أبو قدامة ومحمد بن منصور وعبد الله بن محمد الزهري قالوا: نا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال: لما فتح على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«إن الله تعالى حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وأنها لن تحل لأحد قبلي وإنما أحلت لي ساعة من نهار وأنها لا تحل لأحد بعدي ولا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد».
فقال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«إلا الاذخر».
فقام أبو شاة رجل من أهل اليمن. فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اكتبوا لأبي شاة قلت للأوزاعي وما قوله اكتبوا لي يا رسول الله.
فقال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. رواه مسلم في الصحيح عن أبي قدامة. وفي حبس الله الفيل عن مكة وإهلاك أهله من أبين الدلالة على شرفها وفضيلتها.
٤٠٠٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو نا عبد الله بن علي الغرال نا علي بن الحسن بن شقيق أنا عبد الله بن المبارك أنا عمرو بن سعيد بن أبي الحسين أخبرني ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال: أقبل تبع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع العميم بعث الله عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم إلا عسقه وذهب القائم يقعد [ويصرع](١) وقامت عليهم ولاقوا منها عناء. قال: ودعا تبع حبريه فسألهما ما هذا الذي بعث عليّ قالا: أو تؤمننا. قال: أنتم آمنون. قالا: فإنك تريد بيتا يمنعه الله ممن