للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنها) قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«خلقت الملائكة من نور، وخلق الجانّ من مّارج من نّار وخلق آدم ممّا وصف لكم».

رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.

وفي فصله بينهما في الذكر دليل على أنه أراد نورا آخر غير نور النار والله تعالى أعلم.

١٤٤ - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

«إنّ من الملائكة قبيلة يقال لها الجنّ وكان إبليس منها وكان يسوس ما بين السّماء والأرض فسخط الله عليه فمسخه شيطانا رجيما».

قال البيهقي رحمه الله تعالى فهذا إن ثبت يدل على مفارقة هؤلاء القبيلة غيرهم من الملائكة في التسمية.

وزعم مقاتل بن سليمان: أن خلق إبليس وخلق هؤلاء وقع من نار السموم ومن مارج من نار، وهم كانوا خزّان الجنة، رأسهم إبليس؛ وكانوا أهل السماء الدنيا فهبطوا إلى الأرض حين اقتتلت الجن الذين كانوا سكان الأرض، وهم الذين أوحى الله عز وجل إليهم:

{إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:٣٠].

وزعم الكلبي: أنهم كانوا خزّان الجنان، يقال لذلك الجنة (الجن) اشتق لهم اسم من الجنة، وكان مع إبليس أقاليد الجنان وخلقه من مارج من نار وهي نار لا دخان لها فاقتتل الجن بنو الجان فيما بينهم، فبعث الله تعالى إبليس من السماء الدنيا في جند من الملائكة، فهبطوا إلى الأرض فأخرجوا الجن بني


١٤٤ - إبراهيم بن الحارث البغدادي (سير ١٣/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>