للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}.

والإذكار بالنعمة لا يكون إلا لاستدعاء الشكر واستقصار المنعم عليه فيه ثم نص على الأمر بالشكر فقال:

{وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}.

وقال: {اِعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ}.

إلى سائر ما ورد في القرآن في هذا المعنى فإذا حصلت النعمة مذكورة فالشكر لها يختلف فمنها.

اعتقاد أن الله عز وجل قد أنعم فأكثر وأجزل وأن كل ما بنا من نعمه فمنه لا من الكواكب وأن كل ذلك فضل منه وامتنان وإنا وإن اجهدنا لم نؤد شكرها ولم نقدرها حق قدرها.

ومنها الثناء على الله جل وعز وحمده وإظهار ما في القلب من حقوق هذه النعم باللسان والجمع فيها بين الاعتقاد والاعتراف بها كذلك في الإيمان.

ومنها، الاجتهاد في إقامة طاعته فعلا بما أمر به وكفا عما نهى عنه فإن ذلك هو الذي يقتضيه تعظيمه ولا تعظيم كالطاعة.

ومنها: أن يكون العبد مشفقا في عامة أحواله من زوال نعم الله تعالى عنه وجلا من معارفتها اياه مستعيذا بالله تعالى من ذلك سائلا إياه متضرعا إليه أن يديمها له ولا يزيلها عنه.

ومنها: أن ينفق مما أتاه الله في سبيل الله ويواسي منه أهل الحاجة ويعم المساجد والقناطر ولا يدع بابا من أبواب الخير إلا أتاه وأظهر من نفسه أثرا جميلا فيه ثم إن كان عنده فضل فأنفق على نفسه أكثر مما يحتاج إليه فأكل لونين ولبس ثوبين واستخدم عبدين وركب دابتين وافترش جاريتين وغرضه من ذلك إظهار فضل الله تعالى ليخرج به من حكم الكاتم دون المباهاة والمكاثرة فلا بأس بذلك وإظهاره بالمواساة أحسن.

ومنها: أن لا يفخر بما أتاه الله على غيره ولا يتبذخ ولا يتصلف ولا يزهو ولا يتكبر قال الله عز وجل:

<<  <  ج: ص:  >  >>