للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصاحفنا، غير حالّ فيها؛ كما أن الله تعالى مذكور في الحقيقة بألسنتنا، معلوم في قلوبنا، معبود في مساجدنا، غير حالّ فيها. وكلام الله تعالى، ولا حد لاختلاف فيه ولا تعداد ولا حصر ولا قليل ولا كثير غير أنه إذا قرئ بالعربية سمّي قرآنا، وإذا قرئ بالسريانية سمّي إنجيلا، وإذا قرئ بالعبرانية سمّي توراة، وإنما سمي في هذه الشريعة قراءة ما سمي قرانا دون ما سمي توراة وإنجيلا، لأن الله تعالى كذب أهل التوراة والإنجيل الذين كانوا على عهد نبينا صلّى الله عليه وسلّم وأخبر عن خيانتهم وتحريفهم الكلام عن مواضعه، ووضعهم الكتاب، ثم يقولون هذا من عند الله، وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. فلا يأمن المسلم إذا قرأ شيئا من كتبهم أن يكون ذلك من وضع اليهود والنصارى.

١٧٥ - وقد أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، عن عبد الله بن الصقر بن نصر السكري، ثنا أبو مروان، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال:

«كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الّذي أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أحدث الأخبار تقرؤونه محضا لم يشب، ثم يخبركم الله في كتابه أنهم قد غيّروا كتاب الله، وبدّلوه وكتبوا الكتاب بأيديهم، ثم قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم العلم الذين جاءكم عن مسألتهم والله ما رأينا رجلا منهم قط سألكم عما أنزل الله إليكم.

١٧٦ - وأخبرنا علي عن أحمد بن عبيد، ثنا عبيد بن بشر، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:

«يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الّذي أنزل الله على نبيّكم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه فذكر نحوه».

رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وعن موسى بن إسماعيل


١٧٥ - أخرجه البخاري (١٣/ ٣٣٣ و ٣٣٤ فتح) من طريق إبراهيم بن سعد-به، (١٣/ ٤٩٦ فتح) من طريق شعيب عن الزهري-به.
١٧٦ - أخرجه البخاري (٥/ ٢٩١ فتح) عن يحيى بن بكير-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>