يقولون يا أبا عبد الله أوصنا رحمك الله فقال اتقوا الله واقرؤوا القرآن فإنه نور الليل المظلم وهدى النهار على ما كان من جهد وفاقة فإذا عرض البلاء فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم فإذا نزل البلاء فاجعلوا أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الخائب من خاب دينه والهالك من هلك دينه ألا لا فقر بعد الجنة ولا غنى بعد النار لأن النار لا يفك أسيرها ولا يبرأ ضريرها ولا يطفأ حريقها وإنه ليحال بين الجنة وبين المسلم بملء كف دم أصابه من دم أخيه المسلم لما ذهب يدخل من باب من أبواب وجدها يرد عنها واعلموا أن الآدمي إذا مات فدفن لا نتن أول من بطنه فلا تجعلوا مع النتن خبثا، اتقوا الله في الأموال والدماء واجتنبوها ثم سلم وركب.
٥٣٥٠ - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم أن يهريقه كأنما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله بينه وبينه ومن استطاع أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه».
وكذلك رواه أبو كامل عن أبي عوانة مرفوعا والصحيح موقوف.
٥٣٥١ - أخبرنا [أبو زكريا] بن أبي إسحاق ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو بكر ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عطاء بن مسلم [الخفاف] عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: قتل بالمدينة قتيل على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يعلم من قتله فصعد النبي صلّى الله عليه وسلّم المنبر فقال:
«أيها الناس قتل قتيل وأنا فيكم ولا يعلم من قتله لو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرئ لعذبهم الله إلا أن يفعل ما يشاء».
٥٣٥٢ - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن السراج ثنا مطين ثنا