للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طالب فقلت يا رسول الله حديث عبد الله بن مسعود حديث الصّادق المصدوق أريد حديث القدر، قال أنا والله الّذي لا إله إلاّ هو حدّثته به،-فأعادها ثلاثا غفر الله للأعمش-كما حدث به، غفر الله لمن حدث به قبل الأعمش وغفر الله لمن حدث به بعد الأعمش».

قال البيهقي رحمه الله وفي الحديث دلالة على أن الاعتبار بما يختم عليه عمله، وإنه إنّما يختم بما سبق كتابه، وفي ذلك كلّه دلالة على أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضلّ من يّشاء، وان أعمال عباده مخلوقة له، مكتسبة للعباد، ومما دل عليه قوله عز وجل:

{وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ} [الصافات:٩٦].

وما يعمله ابن آدم ليس هو الصنم، وإنما هو حركاته واكتساباته وقد حكم بأنه خلقنا وخلق ما نعمله وهو حركاتنا واكتساباتنا.

وقال: {اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر:٦٢].

وقال: {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما} [السجدة:٤ وغيرها].

وأفعال الخلق بينهما، ولا يتناول ذلك شيئا من صفات ذاته، لأن صفات ذاته ليست بأغيار له فلا يتناولها كما لا يتناول ذاته وقال:

{هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ} [فاطر:٣].

كما قال:

{مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ} [القصص:٧١،٧٢].

فكما لا إله إلا هو كذلك لا خالق إلاّ هو وقال:

{فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:١٢٥].

وهذه الآية كما هي حجّة في الهداية والإضلال، فهي حجة في خلق الهداية والضلال لأنه قال: «يشرح» و «يجعل» وذلك يوجب الفعل والخلق، والآيات في هذا المعنى كثيرة وروينا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>