للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقامه ويمضي فيهم أحكامه لأن منزلتهم جميعا إذا مات عن غير خليفة له فيهم كمنزلة من ناب عنه في حياته فلما كانت سنته في أهل البلاد القاصية أيام حياته أن يؤمر عليهم أميرا أو ينفذ إليهم قاضيا فإن لم يفعل أمروا عليهم أميرا دل ذلك على أن حق الجماعة بعد وفاته لا عن أحد استخلفه عليهم على أن يكون لهم فيما بينهم من يقوم مقامه وينفذ أحكامه وبسط الكلام فيه أول السطر واستدل [غيره] (٢) من أصحابنا في وجوب نصب الإمام شرعا باجماع الصحابة بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم على نصب الإمام.

٧٣٤٩ - وقد ذكرنا الأخبار في ذلك في كتاب الفضائل وروينا عن ابن عمر قال: قيل لعمر رضي الله عنه ألا تستخلف؟ قال: إن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإن استخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر.

٧٣٥٠ - وروينا عن شقيق بن سلمة قال: قيل لعلي رضي الله عنه استخلف علينا. فقال: ما استخلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم. وفي هذا دلالة على عدم النص من النبي صلّى الله عليه وسلّم على الإمام بعده مع عدم ظهوره وانتشاره ولو كان موجودا لانتشر وظهر كالقبلة وإهداء الصلاة وغيرهما مما تعم به البلوى ويجب على [الأعيان] (١) وحين لم يكن نص استدلوا بأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر


(٢) في ب عليه.
٧٣٤٩ - أخرجه أحمد (١/ ٤٣ و ٤٦) والبخاري (٧٢١٨) ومسلم في الإمارة (١١) وأبو داود (٢٩٣٩) والترمذي (٢٢٢٥) عن ابن عمر (رضي) قال: قيل لعمر ألا تستخلف؟ قال: إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأثنوا عليه فقال راغب وراهب وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ لا أتحملها حيّا وميّتا وهذا لفظ البخاري.
وبنحوه رواه أحمد (١/ ٤٧) ومسلم في الإمارة (١٢) من حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>