للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجوز أن يكون اشتداد حاجته إلى الشفاعة حائلا بينه وبين الشفاعة؟ وليس امتناع الشفاعة للكافرين لأنّ ذنبه كبير ولكنه بجحده الباري المشفوع إليه، أو الرسول الشافع له، أو لأنّ الله تعالى أخبر أنّه لا يشفع فيه أحدا. وهذه المعاني كلها معدومة في صاحب الكبيرة من أهل القبلة.

وقوله: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً} [الانفطار:١٩]. لا يدفع الشفاعة لأنّ المراد بالملك الدفع بالقوة، وإنما الشفاعة تذلّل من الشافع للمشفوع عنده وإقامة الشفيع بذلك من المشفوع له، فلا يوم أليق به وأشبه بأحواله بيوم الدين.

وقد ورد عن سيدنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في إثبات الشفاعة وإخراج قوم من أهل التوحيد من النار، وإدخالهم في الجنة أخبار صحيحة قد صارت من الاستفاضة والشهرة بحيث قاربت الأخبار المتواترة، وكذلك في مغفرة الله تبارك وتعالى جماعة من أهل الكبائر دون الشرك من غير تعذيب فضلا منه ورحمة والله واسع كريم.

قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا هذه الأخبار في كتاب «البعث والنشور» ونحن نشير ها هنا إلى طرف منها قال عز وجل لمحمد صلّى الله عليه وسلّم: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} [الإسراء:٧٩].

وروينا في الحديث الثابت عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله ما دلّ على أنّ ذلك في الشفاعة وكذلك عن حذيفة بن اليمان وابن عمر وغيرهم.

٢٩٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس ثنا العباس الدوري، ثنا محمد بن عبيد، ثنا داود-ح.

وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا جدي أبو عمرو، أنا محمد بن موسى الحلواني، ثنا عمرو بن علي، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا داود الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

«المقام المحمود الشفاعة».


٢٩٩ - أخرجه أحمد (٢/ ٤٧٨) عن وكيع-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>