للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية أخرى عنه: «ما منكم من رجل إلاّ له منزلان منزل في الجنّة ومنزل في النّار. فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله قال: فذلك قوله:

{أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ} [المؤمنون:١٠].

٣٧٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس وهو الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار، أنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فذكره هذه الرواية الآخرة.

قال البيهقي رحمه الله: ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيرا لحديث الفداء، والكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنّة، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار، يصير في التقدير كأنّه فدى المؤمن بالكافر. والله أعلم.

وقد علّل البخاري رحمه الله حديث الفداء برواية بريد بن عبد الله وغيره عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه.

وبرواية أبي حصين عنه عن عبد الله بن يزيد.

وبرواية حميد عنه عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم.

ثم قال الخبر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في الشفاعة وأنّ قوما يعذّبون ثمّ يخرجون من النار أكثر وأبين.

وحديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد صحّ عند مسلم بن الحجاج وغيره رحمهم الله من الأوجه التي أشرنا إليها وغيرها، ووجهه ما ذكرناه، وذلك لا ينافي حديث الشفاعة، فإنّ حديث الفداء وإن ورد مورد العموم في كلّ مؤمن، فيحتمل أن يكون المراد به كلّ مؤمن قد صارت ذنوبه مكفّرة بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه: «إنّ أمتي أمّة مرحومة جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة، دفع الله إلى كلّ رجل من المسلمين رجلا من أهل الأديان فكان فداؤه من النّار».

وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفّرة في حياته، ويحتمل أن


٣٧٨ - أخرجه ابن أبي حاتم (كما في ابن كثير ٧/ ٢٢٦) من طريق الأعمش-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>