أنت؟ فوجهك الوجه الّذي يأتي بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: ربّ أقم السّاعة! ربّ أقم السّاعة! حتّى أرجع إلى أهلي ومالي».
«وأمّا العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة. نزل إليه من السّماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، حتّى يجلسوا منه مدّ البصر، ثمّ يأتيه ملك الموت فيجلس عند رأسه، فيقول أيّتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفرّق في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كما ينتزع السفّود من الصوف المبلول، فيأخذونها فيجعلونها في تلك المسوح، قال: ويخرج منها انتن من جيفة وجدت على وجه الأرض، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا ما هذه الروح الخبيثة! فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتّى ينتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ}[الأعراف:٤٠]. إلى آخر الآية. قال: فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتابه في سجّين في الأرض السابعة السفلى، وأعيدوا إلى الأرض، فإنّا منها خلقناهم، وفيها نعيدهم، ومنها نخرجهم تارة أخرى. قال: فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ}[الحج:٣١] الآية. ثم تعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له من ربّك؟ فيقول هاه هاه لا أدري! فيقولان له: ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدري.
فيقولان: له ما هذا الرجل الّذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري! فينادي مناد من السّماء إن كذب فافرشوه من النّار، وألبسوه من النّار، وافتحوا له بابا من النّار، فيأتيه من حرّها وسمومها، ويضيّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه، قال: ويأتيه رجل قبيح الوجه منتن الريح فيقول: أبشر بالّذي يسوءك؛ هذا يومك الّذي كنت توعد، قال: فيقول من أنت؟ فوجهك الوجه الّذي يجيء بالشرّ فيقول: أنا عملك الخبيث. فيقول: ربّ لا تقم السّاعة، ربّ لا تقم السّاعة».
قال البيهقي رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد.
وقد ذكرنا سوى هذا من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.